في خطاب ألقاه يوم الخميس الماضي أمام لجنة الشؤون الخارجية في برلمان بلاده، قال وزير الخارجية الإسباني، أنخيل موراتينوس، إن المغرب والبوليساريو سيستأنفان، اليوم الاثنين، محادثاتهما المباشرة حول الصحراء تحت رعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس وبحضور الجزائر. الجواب جاء من الأممالمتحدة التي كذبت هذا الخبر الذي يأتي في وقت حاسم تعرف فيه علاقات المغرب والجزائر توترا غير مسبوق بسبب تعنت جيراننا، الذين لا يجيدون شيئا آخر عدا عرقلة أي تقدم إيجابي في ملف الصحراء. لم تتوقف الجزائر، طيلة 35 سنة، عن وضع العصا في عجلة مساعي إيجاد حل نهائي لهذا الملف، وأقدمت، أخيرا، على خطوة من شأنها أن تقوض كل إمكانيات التوصل إلى اتفاق نهائي لهذه القضية على المدى القريب، ذلك أن اختطاف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود من طرف البوليساريو بدعم من السلطات الجزائرية يعتبر تحديا للشرعية الدولية وللمجهودات التي يبذلها المنتظم الدولي من أجل التوصل إلى حل دائم وعادل لقضية الصحراء. إن الجزائر هي المسؤول الأول عن اختطاف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بمخيمات تيندوف كذلك. وأمام هذه الوضعية المأساوية في المخيمات وعناد الجزائر وسعيها، بلا كلل، إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه، لكونه يحفظ لجنرالاتها امتيازاتهم ويتيح لهم فرص الاغتناء غير المشروع، لا نكاد نفهم كيف ولماذا سيقبل المغرب المشاركة في جولة جديدة من المفاوضات. إن موقف المغرب اليوم قوي، في وقت عرت فيه حملات التضامن الوطنية والدولية من أجل إطلاق سراح مصطفى سلمى ولد سيدي مولود الأطروحات الباطلة لخصوم المملكة. واشنطن وباريس والعالم كله يتابع باستهجان هذا المنزلق الخطير للبوليساريو، وهي فرصة سانحة للمنتظم الدولي لوضع حد لهذه المأساة التي راح ضحيتها آلاف الصحراويين الذين يعيشون في أوضاع مزرية بتيندوف. ينبغي أن يصر المغرب على رفض استئناف المفاوضات قبل الإفراج عن مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، فلا مفاوضات تحت الضغط والتهديد والابتزاز. وفي حالة ما إذا قبل المغرب باستئناف المفاوضات، فسيكون قد ابتلع الطعم الذي سيفيد قادة الجزائر في ترميم عذريتهم السياسية والقانونية أمام هيئة الأممالمتحدة. لقد قررت السلطة الفلسطينية إيقاف المفاوضات العبثية مع إسرائيل إلى حين إقدام هذه الأخيرة على تجميد سياستها الاستيطانية المتوحشة، والمعول على الحكومة المغربية أن تجمد مفاوضاتها مع البوليساريو إلى حين إطلاقها سراح مصطفى سلمى ولد سيدي مولود فورا ودون شروط. لقد أصبحت سياسة البوليساريو غير مقبولة، والفرار الجماعي والمكثف لعدد من القياديين ومئات الصحراويين من جحيم مخيمات تيندوف خير دليل على ذلك. لذلك يجب استغلال الفرصة لفرض شروط تفاوضية في صالح المغرب. إن فرصة كهذه لا تتاح إلا مرة واحدة في التاريخ.