أبلغ قيادي في جبهة «بوليساريو» أمس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس الذي زار مخيمات تيندوف للاجئين الصحراويين في الجزائر أمس، بأن إجراء استفتاء على تقرير مصير المنطقة، بين الاستقلال وقبول الانضمام إلى المغرب، «ممر إجباري» بالنسبة إلى الجبهة. وتأتي زيارة روس لتيندوف بعد زيارته المغرب. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الأمين العام ل «بوليساريو» محمد عبدالعزيز أمس، تأكيده للمبعوث الأممي في مخيمات تيندوف (1800 كلم جنوب غربي العاصمة الجزائرية)، أن «المأزق القائم هو نتيجة الموقف المتعنت للطرف المغربي»، ووجه نداء إلى مجلس الأمن للمساهمة في تقوية مسار المفاوضات. وأكد روس عقب لقائه عبدالعزيز، أن الهدف من جولته «هو الطلب من الجميع المشاركة والتفكير في الطريق التي يجب علينا أن نسلكها للخروج من المأزق القائم»، مشيراً إلى أن «هناك تباعداً في المواقف السياسية لطرفي النزاع». وقال إنه سيزور نواكشوط والعاصمة الجزائرية، معرباً عن قناعته «بحسن نية الجميع التي ستمكن من التوصل إلى حل لهذه القضية التي تلقي بثقلها على المنطقة منذ 35 سنة». وكان عبدالعزيز أكد لروس أن «الاستفتاء بالنسبة إلى الجبهة ممر إجباري، وضرورة تمليها تجربة الأممالمتحدة ومنطق العصر، على اعتبار أن الاستفتاء سنة ديموقراطية لحل مثل هذا النوع من النزاعات». وأشار إلى أن الاستفتاء «لم يتم تجاوزه كما يظن المغرب»، وأن «ضم أراضي الغير ونهب ثرواتها الطبيعية وانتهاكات حقوق الإنسان فيها أمر غير شرعي وغير أخلاقي». وأكد «تأييد مساعي الأممالمتحدة من أجل استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية... ولمسار المفاوضات وصولاً إلى حل يكفل للصحراويين تقرير مصيرهم بحسب اللوائح الدولية». واعتبر المغرب «قوة محتلة للصحراء الغربية لا تملك لا الإدارة ولا السيادة عليها، والشعب الصحراوي وحده صاحب القرار والمرجعية الأولى والأخيرة في هذه المسألة». وتطرق إلى مسألة حقوق الإنسان، مطالباً بضرورة «إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين واحترام الحريات الأساسية في الصحراء الغربية».