شرع مبعوث الأممالمتحدة للصحراء الغربية، كريستوفر روس، منذ يوم السبت الماضي في زيارة إلى مخيم اللاجئين الصحراويين في تندوف (جنوب غرب الجزائر) في جولة مغاربية بدأها يوم الأربعاء الماضي في المغرب، كما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية. والتقى روس، فور وصوله من المغرب، في مدينة تندوف الجزائرية، التي تشكل مركزا لجبهة البوليساريو، كبير المفاوضين الصحراويين محفوظ علي بيبا. ومن المقرر أن يجتمع روس يوم الأحد 2010/03/21 مع الأمين العام لجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب محمد عبد العزيز، وفقا للوكالة المذكورة. وكان روس قد أنهى يوم الجمعة الماضي مباحثاته في المغرب، حيث أعلن أن هذا النزاع “يمكن أن يحل مع توفر الإرادة الطيبة لدى الجميع”. وقال روس للصحافيين في ختام لقائه مع وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري: “قناعتي الشخصية أنه وبفضل الإرادة الطيبة لكل طرف، سنتوصل إلى حل هذه القضية التي تعاني منها المنطقة منذ 35 عاما”. وأضاف روس إنه بحث مع المسئولين المغاربة الخطوات المقبلة لحل النزاع في الصحراء الغربية على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ومنها القرار 1871. من جهته، أكد وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أن المغرب “اختار منح حكم ذاتي واسع تحت سيادته للصحراء الغربية وذلك نزولا عند طلب الأسرة الدولية”، معتبرا خيار تنظيم استفتاء لتقرير المصير الذي تطالب به البوليساريو “مستبعدا نهائيا”، وأن “الاستقلال مستحيل”. فيما وصف المسؤول الصحراوي أمحمد خداد، المقيم في الجزائر، الموقف المغربي الرافض إجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، بال “المتعنت”، محذرا بأن ذلك من شأنه أن “ينسف جهود الأممالمتحدة ومبعوثها روس”، وذلك بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الصحراوية. يذكر أن هذه الجولة الثالثة لمبعوث الأممالمتحدة للصحراء الغربية منذ توليه مهامه في يناير 2009، بهدف استئناف المفاوضات المباشرة برعاية الأممالمتحدة بين المغرب والبوليساريو حول مستقبل الصحراء الغربية. وتأتي هذه الجولة بعد محادثات غير رسمية جمعت، في العاشر والحادي عشر من فبراير قرب نيويورك، ممثلين عن المغرب وعن جبهة البوليساريو، دون أن يتمكن الطرفان من تجاوز خلافاتهما. وكان هذا الاجتماع الثاني من هذا النوع بعد اللقاء الذي عقد في العاصمة النمساوية فيينا في أغسطس من العام الماضي. ولم تنجح أربع دورات رسمية جرت قرب نيويورك في تقريب مواقف الطرفين. ومن المنتظر أن ينتقل روس في جولته في منطقة المغرب العربي من الجزائر إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، قبل أن يرفع تقريرا إلى مجلس الأمن الدولي في نهاية أبريل المقبل. مراكش بريس 2010 / أ.ف.ب)