استنكرت جمعية "ماتقيش ولادي لحماية الطفولة" الحكم الصادر عن غرفة الجنايات لمحكمة الاستئناف بالرباط يوم الاثنين الماضي ضد شخص متهم بهتك عرض قاصر مع الضرب والجرح والتهديد، وهو الحكم الذي لم يتعد ستة أشهر سجنا موقوفة التنفيذ. وعبرت نجية أديب رئيسة الجمعية، التي تتبنى هذا الملف، عن قلقلها واستيائها من هذا الحكم الذي وصفته ب" الجائر"، واعتبرت أنه لا يتماشى ومستوى الفعل الجرمي، الذي قام به المجرم في حق الطفل، مضيفة أن صدور هذا الحكم "المخفف" في حق الجاني يمثل اغتصابا ثانيا ومضاعفا للطفولة، بكونه يعتبر ضربا للطفولة المغربية ولكل المواثيق الدولية التي تعني بحقوق الطفل." وطالبت أديب في تصريح ل"رسالة الأمة" بإعادة فتح تحقيق جدي ومسؤول في قضية اغتصاب الطفل (ي)، و بالكشف عن حيثيات الملف و تطبيق القانون بكل حذافيره للضرب بقوة على أيدي كل مغتصبي الأطفال حتى يتسنى له المساهمة بشكل مباشر لمحاربة هذه الآفة التي تلطخ مستقبل طفولتنا. واعتبرت الجمعية أن مثل هذه الأحكام لا يمكنها أن تكون "رادعة للمجرمين، الذين يتلذذون بأجساد أطفالنا، بل ستشجعهم على المشي قدما في درب الجريمة ضد الطفولة"، مطالبة القضاء بتطبيق القانون بكل حذافيره. وحسب الجمعية، فإن فصول القضية بدأت بتربص الجاني "البيدوفيل" للطفل وذلك أثناء مغادرته ليلا القاعة الرياضية التي يمارس فيها هوايته بحي مرس الخير بمدينة تمارة ثم تعقب خطواته إلى حين ابتعاده عن عيون الناس فهدده بسكين، ثم عنفه ومارس عليه الجنس بعنف مبالغ فيه. إلى ذلك، علمت "رسالة الأمة" أن عائلة الطفل أصيبت بحالة من الهيستيريا بعد سماعها لمنطوق الحكم، لأنها لم تصدق أن التصريحات التلقائية والعفوية والبريئة التي أدلى بها ابنها طيلة أطوار المحاكمة يمكن أن يتسرب لها أي شك بالكذب، حيث تحولت قاعة المحكمة إلى ما يشبه المأتم.