من المنتظر أن تحيل عناصر الشرطة القضائية يومه الأربعاء على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بفاس جنديا في الثلاثينات من عمره بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وكانت مصالح الأمن المختصة قد تمكنت من إلقاء القبض على المتهم، على خلفية الجريمة البشعة التي ارتكبها في حق شاب في عقده الثالث ببلدية المنزل بضواحي مدينة صفرو مباشرة بعد تناول وجبة إفطار رمضان ليوم الأحد الماضي، حيث عمد إلى التربص لضحيته بمكان مظلم بالقرية وانتظر إلى حين خروجه متوجها إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، ليباغته، مستغلا الظلام الذي يلف المكان، وهجم عليه بآلة حادة ( ساطور) ، موجها إليه عدة طعنات على مستوى البطن، وأنحاء مختلفة من جسمه، مما تسبب للضحية في نزيف حاد، وذلك قبل أن يلوذ بالفرار تاركا الضحية مضرجا في دمائه. وكشف مصدر من عين المكان أنه على إثر هذا الحادث انتقلت عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية وفرقة من الشرطة العلمية والوقاية المدنية إلى عين المكان، ليجدوا الضحية المسمى قيد حياته (ع.ل) يلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب هذا الاعتداء البشع، حيث تحدث بصعوبة وكشف عن اسم مقترف هذا الفعل الإجرامي في حقه، ليتم نقله بشكل مستعجل إلى المستشفى الجامعي بمدينة فاس، غير أن قوة الطعنات عجلت بهلاكه في الساعات الأولى من صباح أول أمس الاثنين. وأكد المصدر ذاته أنه بفضل تكاثف الجهود بين مختلف مكونات السلطات الأمنية والمحلية ببلدية المنزل، تم إلقاء القبض على المتهم المسمى (س. ع)، وهو جندي في الثلاثينات من عمره يزاول مهامه بالقوات المسلحة الملكية بإحدى المدن الجنوبية، وقدم في عطلة إلى القرية لزيارة عائلته التي تقطن بحي القلعة.. وحول أسباب هذا الفعل الإجرامي، لم يستبعد المصدر أن يكون وراء الحادث تصفية حسابات قديمة بين (ع.ل) و(س. ع)، بسبب عراك قديم بينهما، إذ سبق وأن حدث بينهما، يضيف المصدر، شجار عنيف منذ أشهر ونجم عنه كسر في يد (س. ع)، ورغم الصلح الذي عرفه الملف حينذاك، والتنازل الذي قدمه المعتدى عليه، إلا أن العداوة التي ظلت قائمة بين الشابين وانتشار الكراهية بينهما تطورت إلى حد اقتراف هذه الجريمة التي هزت ساكنة المنزل المعروفة بهدوئها وسكينتها، وذلك في انتظار ما سوف تسفر عنه التحقيقات التي تم فتحها لمعرفة الظروف وملابسات هذه النازلة.