بعد الوقفة الاحتجاجية التي خاضها تلاميذ بعض المؤسسات العمومية بالرباط وسلا، أمام مبنى البرلمان، ضد “الساعة الإضافية”، اليوم الاثنين، والتي سرعان ما تحولت إلى فوضى، حيث أقدم تلاميذ على حرق العلم الوطني، وتخريب ممتلكات الغير، سارع سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي إلى دعوة “أسر التلاميذ إلى إقناع أبنائهم بالعودة إلى حجرات الدراسة”. دعوة أمزازي، جاءت تعقيبا على تدخل لإدريس اليزمي، رئيس فريق العدالة والتنمية في مجلس النواب، والذي أثار هذا الموضوع، خلال جلسة الأسئلة الشفوية، اليوم الإثنين، حيث قال المسؤول الحكومي إن و”زارة التربية الوطنية مستعدة لأي نقاش بخصوص التوقيت المدرسي”، مضيفا أن الهدف “اليوم هو الاستجابة لمطالب الأسر ومعالجة الاشكالات التي قد تحدثها الساعة الإضافية”. وذكر الوزير بالاجراءات التي اتخذتها وزارته، عقب اعتماد الحكومة لقرار الابقاء على التوقيت الصيفي على مدار شهور السنة، باستثناء شهر رمضان، قائلا إن “المقاربة التي نهجناها مباشرة بعد اتخاذ الحكومة لقرارها باعتماد الساعة الإضافية، كان منطلقها الأساسي هو الاستجابة لطلبات أسر التلاميذ، وبحث مختلف الصيغ الكفيلة بحل إشكالية توقيت التحاق وانصراف التلاميذ، وبأن يسمح التوقيت المدرسي الجديد، بأن يلتحق التلاميذ إلى مدارسهم وينصرفون منها في ضوء النهار.” وتابع الوزير وهو يبسط أمام البرلمانيين، المسار الذي قطعه التوقيت الجديد، قبل تبنيه من قبل الأكاديميات ال12 بالمملكة، “اقترحنا أن يكون الالتحاق بالمدارس في الساعة 9 صباحا، ثم تبين فيما بعد ان هناك سوء فهم، فقدمنا المقترح إلى شركائنا من جمعيات أباء وأولياء التلاميذ، الذين طلبوا منا استعمال المرونة ومنح الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، صلاحيات اعتماد التوقيت المدرسي الذي يناسب خصوصيات كل جهة”، مشيرا إلى أن “ثماني جهات اعتمدت توقيت الثامنة والنصف صباحا، فيما تبنت اربعة جهات توقيت التاسعة صباحا.” وفي ما يتعلق بالاحتجاجات، التي شهدتها عدة مدن مغربية، والتي انحرف معظمها عن مسارها لتمس بثوابت الأمة، دعا أمزازي الأسر “لكي يقعنعوا ابناءهم بالعودة لاقسامهم”، وقال إن “ما يقع اليوم لا يصلح لأي احد”، قبل أن يكشف عن ضلوع جهات لم يذكرها بالاسم، في “تأجيج هذه الاحتجاجات التي ينظمها التلاميذ ضد الساعة الإضافية”، مؤكدا ” أن التلاميذ ليس لهم علاقة بهذه التصرفات المعزولة وغير المقبولة”، في إشارة منه إلى إقدام تلاميذ على إهانة العلم الوطني، وعرقلة حركة السير والجولان، وتخريب ممتلكات الغير.