أجلت المحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع، في وقت متأخر من ليلة أول أمس الإثنين، النظر في ملف كريم زاز المدير السابق لشركة "ونا"، ومن معه إلى 29 دجنبر الجاري، لاستكمال مناقشة الملف بالاستماع إلى ممثلين عن الشركات المشتكية "اتصالات المغرب"و "ميديتيل" و "ونا" وكذا أعوان الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات بصفتهم محرري المحضر. الجلسة التي استمعت فيها هيئة المحكمة إلى كريم زاز المدير العام السابق لشركة "ونا" ، أكد ت عدة مرات أثناء الاستماع إليه أن الملف تقني، وأن "تهمة تهريب المكالمات التي اتهم بها غير موجودة في القانون". وتشبث كريم زاز ، أثناء جوابه عن أسئلة القاضي ، بملتمس مواجهته بأعوان الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات ومع ممثلي الشركات الثلاث، كما أنه طلب من كاتب الضبط تسجيل ملتمسه ،الأمر الذي رفضه القاضي ومنعه من التحدث إلى كاتب الضبط. وصرح كريم زاز المزداد بمدينة مكناس وترعرع بمدينة الدارالبيضاء، ثم سافر إلى فرنسا من أجل استكمال دراسته في شعبة المواصلات، أن عناصر الضابطة القضائية أنجزت 10 محاضر ولم يسألوه عن تهريب المكالمات، لكنه قرأ التهم على صفحات الجرائد. وأضاف أننا " اليوم أمام ملف تقني، ويجب عرضه على خبراء في المغرب". وأردف أنه بعد أن غادر شركة " وانا" اشتغل مع شركة (contact client)، التابعة للشركة الأم (login)، كأجير. وأفاد أنه قام بعقد 3 عقود مع شركة (Televia)، الأول عن الخدمات عن بعد " المواصلات والإعلاميات" والعقد الثاني النصيحة في الألياف البصرية Fibre Optic في إفريقيا، والعقد الثالث النصيحة التقنية. وأفاد أنه يقوم بالواسطة في الإعلاميات والمواصلات لفائدة شركات أجنبية لأخرى مغربية، الأمر الذي اعتبره فرصة جيدة للإطلاع على مشاريع جديدة في التجارة الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية.وفي جواب عن تعامل الشركات الأجنبية معه ومع شركاته، صرح أن هذه الشركات تبحث عن خدمة جيدة وبتكلفة أقل، الأمر الذي ينعدم في بلدانهم ،إذ أن تسعيرة الخدمات المقدمة هناك باهظة الثمن، خصوصا أن الموقع الإستراتيجي للمغرب مهم وكذا فارق التوقيت وأيضا تحدث المغاربة بلغة فرنسية طليقة. وعن عقد الألياف البصرية الذي ربطه بشركة " أش.كوم" لصاحبها " أبو بدر"، صرح المتهم أن الأخير عرض عليه المساعدة في التسويق لمشروعه في دول إفريقيا، موضحا أن لديه أفراد عائلة في موريتانيا كما تربطه علاقات جيدة مع مسؤولين في دول إفريقيا، وقال : " أبو بدر شاب طموح ولديه كفاءات مقاولاتية، ولديه أصدقاء يقومون بخدمات تقنية على مستوى عال ويشتغل معه في الشركة 5 مهندسين متخصصين في المعلوميات". وبالتالي قرر الاشتغال معه والاستفادة من علاقاته العامة مع أصدقائه لتسويق مشروع المستقبل في الألياف البصرية. وأضاف أن مبلغ 3 مليارات درهم هو الرقم الذي رصد لمشروع الألياف البصرية، وقال: (يجب أن لا نخاف من هذه الأرقام ، فشركة وانا استثمرت مبلغ 11 مليار درهم، في المغرب). ولو نجحت العملية حددت نسبة " أبو بدر" في 1,5 في المائة أي ما يعادل 2,5 مليار درهم. لكن في المقابل كان مبلغ 432 مليون درهم هو مبلغ الربح من إحدى الصفقات بموريتانيا.ونفى معرفته الشخصية بنور الدين الزعيم الساسي، لكن التقاه سنة 2007، وجمعهما حديث حول تأسيس لحزب جديد من قبل الساسي، ورآه مرة أخرى في السجن، وعن شركته أفاد أن "أبو بدر" هو من كان يسيرها، مطالبا المحكمة بتسجيل طلبه باستدعاء أحد الشهود الذي اعتبرهم مهمين وهو شاهد فرنسي يدعى "دانييال غيفار" الذي عمل معه سابقا ويعد خبيرا في مجال الألياف البصرية. هذا الأخير الذي بنى 2000 كلم من الألياف البصرية في المغرب، ثم باعها لشركتي " ميديتيل" و "وانا"، وأضاف أن الشخص معروف وليس وهمي، وقد خسر مبلغ 2 مليار درهم لإنجاح المشروع في المغرب. وأشار أن عمله وجميع العقود التي تربطه مع الشركات التي يتعامل معها قانونية ووثقت سنة 2010 و2012. (اسم "كريم زاز" معروف في المغرب الاقتصادي ) هكذا صرح المتهم، مفيدا أنه حارب تهريب المكالمات الدولية أيام كان مديرا عاما بشركة " وانا"، ونفى علاقته بهذه التهمة، مضيفا أن هذه الجنحة يجب أن يتوفر فيها خطوط وأرقام ،والملف بأكمله لا يتضمن هذين المعطيين بحيث توجد في أرقام المكالمات التي وردت فيها، وعن تهمة خلق شبكات مواصلات بدون إذن، أفاد أن " الشبكات" تحتاج إلى معدات وهو الأمر غير الموجود أيضا، وأكد على أن تحويل المكالمات ممكن تقنيا. كما صرح أن مبلغ 24 مليون درهم هو رقم أرباح شركة" كونتاكت كليون" لمدة 4 سنوات. وأكد " زاز" أنه برئ من التهم المنسوبة إليه ،مشيرا أنه يتوفر على جواز سفر أحمر "كنت نقدر مندخلش للمغرب ولكن أنا بغيت نواجه ولكن ملي دخلت منعوني من السفر ،فبقيت حاصل في المغرب واليوم حاصلين في عكاشة". وتأسف كريم الزاز عن اعتقاله في ملف كله مبني على استنتاجات، مضيفا أنه المشروع الذي بدأه والذي يخص الألياف البصرية في موريتانيا وبعض الدول الإفريقية انتهى أمره بعد اعتقاله، رغم أن المشروع كلفته 300 مليار سنتيم وكان سيشغل أكثر من 80 مهندسا. واستمعت المحكمة أيضا إلى آخر متهم في القضية يدعى لحسن رفاس والذي اعتبر أنه "يتابع في الملف لغرض في نفس يعقوب، وأنه يجهل سبب ورود اسم الزاز في الملف، مدافعا عن المدير العام السابق ل"ونا" معتبرا أنه "ولد الشعب وجرى توريطه لأسباب يجهولونها". يشار إلى أن كريم زاز ومن معه متابعون بتهم تتعلق ب"تزوير محررات تجارية واستعمالها، وصنع عن علم وثيقة تتضمن معلومات غير صحيحة واستعمالها، وعرقلة نظام معالجة آليات للمعطيات، وتزييف وثائق معلوماتية، وإحداث واستغلال شبكة اتصالات دون إذن، واختلاس خطوط المواصلات، وعدم التصريح لدى مكتب الصرف داخل الأجل المحدد بعقود الخدمات المبرمة مع الشركات الأجنبية والمشاركة فيها، والتسبيق غير القانوني لأموال من طرف أشخاص مقيمين في المغرب إلى أشخاص غير مقيمين والمشاركة فيها بصفة شخصية، وبصفة مسيري مجموعة الشركات.