حسم سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الجدل الذي أثير بشأن إقحام مفردات من “الدارجة” المغربية في المقررات الدراسية الخاصة بالتعليم الابتدائي، حيث أكد خلال حلوله اليوم الأربعاء، ضيفا على “منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء”، بمقرها الرئيسي بالرباط، أن الحكومة “طوت صفحة هذا الموضوع بشكل نهائي”. وقال المسؤول الحكومي في معرض رده على أسئلة الصحافيين حول استعمال عبارات “البريوات والبغرير والغريبية” بمقررات السنة الأولى من السلك الابتدائي، إن “الضجة التي أثيرت حول الدارجة بالكتاب المدرسي، قد تم طيها نهائيا”، مضيفا أن “موقف الحكومة من استعمال العامية في المقررات التعليمية كان واضحا”، وهو الموقف الذي عبر عنه رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وكذا البلاغات التوضيحية للوزارة في هذا الشان، يشير أمزازي. وجدد المتحدث ذاته التأكيد على أنه “لم تكن لدى وزارة التربية الوطنية أو الحكومة أية نوايا لإدراج الدارجة في المقررات الدراسية”، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود “مفردات بالدارجة في بعض المقررات المدرسية منذ سنة 2002، أي قبل 16 سنة”، وهي “المفردات التي تمت المصادقة عليها من طرف لجن علمية متمكنة”، يوضح الوزير، الذي أبدى استغرابه من “هدف ترويج هذا الأمر خلال هذه السنة”. وتابع الوزير أنه “بالموازاة مع هذه الضجة، تمت فبركة عبارات وجرى تداول “صور لا تمت بصلة لمقرراتنا المدرسية”، معتبرا أن هذه الأعمال كان الغرض منها التشويش على عمل الوزارة وتغليط الرأي العام وتوهيمه”. وأعرب الوزير عن استعداد وزارته لمراجعة “الكراسات”، مثار الجدل، قبل أن يكشف أن عددا من النواب البرلمانيين، طرحوا خلال الاجتماع الذي خصص لمناقشة موضوع “الدارجة” بلجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، أول أمس الثلاثاء، إمكانية الرجوع إلى اعتماد “المقرر الموحد”، أي المقرر الذي كانت تشرف عليه وزارة التربية الوطنية، وهو الطرح الذي قال الوزير إنه مستعد لمناقشته. يشار إلى أن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، كان قد أكد في تصريحات صحفية قبل أيام أنه “لا يمكن التساهل مع استعمال الدارجة في التعليم، لأنه دستوريا اللغة العربية هي الرسمية، إلى جانب اللغة الأمازيغية”،معلنا استعداد حكومته ل”تصحيح كل ما تبين أنه خطأ”. من جهتها، بررت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني التعليم العالي والبحث العلمي، استعمال عبارات “بريوات”، و”البغرير” و”غريبة”، ضمن إحدى المقررات الدراسية، بأسباب بيداغوجية صرفة. وفي سياق آخر، يهم الشأن الداخلي لحزبه، أعلن أمزازي خلال اللقاء ذاته ب”لاماب” عن دعمه لترشح امحند العنصر، الأمين العام الحالي للحركة الشعبية لقيادة حزب “السنبلة” لولاية تاسعة، واصفا إياه ب”القائد الحزبي الكبير”. وقال أمزازي في تفاعله مع أسئلة الصحافيين، إنه العنصر “قائدنا الحزبي ونكن له كل الاحترام والتقدير، هو رجل دولة متألق ومتميز وقدوة لنا ونثمن ترشيحه، وندعمه”، وهو الدعم الذي زكاه محمد الغراس، كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني، الذي كان حاضرا بالمنتدى، قائلا إن “جميع وزراء الحزب يدعمون بدون شروط ترشح العنصر لرئاسة الحزب”.