أكد عدد من الناشرين المغاربة المشاركين في الدورة الخامسة والعشرين لمعرض بكين الدولي للكتاب، أن الناشرين الصينيين أصبحوا يهتمون ويقبلون أكثر على الكتاب المغربي والكتاب المترجم من والى اللغة الصينية . وأوضح الناشرون المغاربة، في تصريحات بالمناسبة أن الناشرين الصينيين أقبلوا هذه السنة،التي يحضرها فيها المغرب كأول بلد إفريقي ضيف شرف معرض بكين الدولي للكتاب المخصص أساسا لتبادل الحقوق بين الناشرين،بكثافة على الرواق المغربي، ووقع عدد منهم اتفاقيات مع دور النشر المغربية لنشر وتسويق كتب مترجمة تهتم بالصين،بالاضافة الى بحث توسيع العمل المشترك بين الجانبين. وهكذا ، قال أحمد المرادي ،مدير "دار التوحيدي"، والكاتب العام لاتحاد الناشرين المغاربة،إن داري نشر مغربيتين وقعتا خلال الدورة الحالية للمعرض اتفاقيتي نشر مشترك مع شركة " دار الشعب للنشر" بالصين، وهي أكبر شركة حكومية صينية لنشر الكتاب. وتهم الاتفاقية الاولى التي وقعتها هذه الشركة مع "مكتبة دار الأمان" المغربية نشر هذه الاخيرة لكتابين حول العلاقات المغربية الصينية والرحالة ابن بطوطة باللغتين الصينية والعربية ،والثانية مع " دار التوحيدي للنشر "لنشر مجموعة كتب " ملف الكنز الوطني"الذي يتشكل من سبع مجلدات تتعلق بالثقافة والتراث الصيني . وأضاف المرادي انه تم أيضا دراسة وتبادل المعلومات بين الناشرين المغاربة ونظرائهم الصينيين من أجل توسيع العمل المشترك بين الجانبين فيما يخص ترجمة الكتب من العربية الى الصينية والعكس،بمساهمة معهد كونفوشيوس بالرباط . وأكد أن زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الى الصين في عام 2016 فتحت آفاقا كبيرة للتعاون بين البلدين في شتى المجالات ومن بينها الميدان الثقافي،كما جذبت اهتمام الصينيين بالمغرب بحكم موقعه وأهمية الاستراتيجية،داعيا الفاعلين في القطاعين الخاص والعام الى تجسيد الرؤية الملكية الاستراتيجية لتطوير العلاقات بين البلدين، في عالم يشهد تحولات عميقة ومستمرة. من جهته، قال السيد طارق سليكي ،مدير دار النشر "سيلكي أخوين" في تصريح مماثل،ان معرض بكين الدولي للكتاب شكل فرصة لربط العلاقات بين الناشرين في البلدين، بحيث عقد الجانبان مجموعة من اللقاءات تناولت على الخصوص ترجمة ونشر مختارات من الكتب من العربية الى الصينية ومن الصينية الى العربية والفرنسية، ومسألة تسويقها. وأضاف ان الناشرين المغاربة اكتشفوا مدى اهتمام نظرائهم الصينيين بالكتاب الإلكتروني ،إذ عبروا عن استعدادهم لتسويق الكتاب المغربي إلكترونيا. وقال أن دار النشر"سيلكي أخوين" وقعت بالأحرف الأولى على اتفاقيتين مع " لونز هون اونفيرسيتي بريس" و"ريودينغ" من أجل تسويق الكتب المترجمة الى العربية داخل المغرب. أما احمد السايغ ،مسؤول "مكتبة دار الأمان" بالرباط فقد أوضح ان الدورة الحالية لمعرض بكين الدولي للكتاب أتاحت الفرصة للقاء مع عدد من الناشرين الصينيين ومناقشة مسألة تسويق الكتب الصينية المترجمة الى العربية في المغرب والعالم العربي. وأكد أن "دار الأمان "وقعت اتفاقية مع شركة " دار الشعب للنشر" بالصين تهم نشر كتابين حول العلاقات المغربية الصينية والرحالة ابن بطوطة باللغتين الصينية والعربية في نفس الوقت للمغربي الدكتور ناصر بوشيبة أستاذ جامعي بالصين وباحث في العلاقات الصينية الافريقية. وذكر بأنه سبق له التعامل مع الصينيين من خلال تسويق " سيرة تويويو"، وهي أول عالمية صينية تحصل على جائزة نوبل في العلوم ، بالاضافة الى تسويق خمسة كتب مترجمة الى العربية لشركة دار الشعب للنشر الصينية. من جهته، أشار عبد القادر الرتناني ، مدير دار " منشورات ملتقى الطرق"،ورئيس الاتحاد المهني لناشري المغرب ، الى أن الرواق المغربي في المعرض شهد إقبالا كبيرا من قبل الناشرين وخاصة الصينيين الذين أبدوا اهتماما كبيرا بالمنشورات المغربية ، وباللقاء بنظرائهم المغاربة لعقد شراكات من أجل تسويق الكتب الصينية المترجمة الى العربية. وذكر بأن " منشورات ملتقى الطرق " قامت بترجمة أشعار صينية إلى اللغة العربية وتسويقها ، كما أصدرت كتاب "نحن والصين.. الجواب على التجاوز الثاني" للدكتور فتح الله ولعلو ،والذي حصل، الثلاثاء الماضي، على جائزة الكتاب الخاص بالصين في دورتها الثانية عشرة ،وهو كتاب ترجم من الفرنسية الى العربية ،فيما تتواصل أعمال ترجمته للصينية. وأبرز انه تم إبرام اتفاقية مع شركة دار الشعب للنشر الصينية لإصدار ترجمة كتابين من العربية الى الصينية وكتابين آخرين من الصينية الى العربية في عام 2019،بالاضافة الى اتفاقية لترجمة دار " منشورات ملتقى الطرق" لكتاب " نحن والصين الجواب على التجاوز الثاني" الى اللغة الصينية. وأضاف ان المغرب حرص من خلال رواقه في هذا المعرض على التواجد بكتب متنوعة تغطي مجالات التراث والآداب والتاريخ والحضارة المغربية ،وكتب مترجمة من العربية الى الصينية والعكس لزيادة تعريف القراء والمهتمين بالمؤهلات التراثية والثقافية التي تزخر بها المملكة. وأكد الرتناني على أهمية الدورة الحالية لمعرض بكين الدولي للكتاب، نظرا للمشاركة المكثفة للعديد من دور النشر والمؤسسات الفكرية العربية والدولية، مشيرا الى ان ذلك يعكس الحضور الفاعل للصين على الساحة العالمية. وأجمع الناشرون المغاربة على ان النشر في المغرب شهد في السنين الأخيرة تطورا من الناحية الكمية والكيفية ،وأصبح هناك تواجد لدور النشر في عدد من جهات المملكة بدل تمركزها في محور الدارالبيضاء -الرباط. وأوضحوا ان التواجد المغربي أصبح ملحوظا ومميزا في المعارض العربية والدولية للكتاب والنشر،وأن الكتاب المغربي أصبح مطلوبا من القراء والناشرين ومراكز بحثية وخاصة في أوروبا والولايات المتحدة والشرق العربي.