فاجأ وزير الصحة، أنس الدكالي، في الساعات الأولى من صباح أمس السبت، مسؤولي المستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، بزيارة مفاجئة غير متوقعة بمقرات عملهم. وحسب مصادر طبية مقربة، فإن الدكالي، زار المستشفى المذكور، رفقة الكاتب العام للوزارة، حيث وقف عن قرب على سير عمل المصالح والأقسام خلال الفترة الليلية، ومدى احترام وانضباط الأطر الطبية لفترات الحراسة الليلية. وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن مجموعة من الأطر الطبية، أطلعوا المسؤول الحكومي على الخصاص المهول والفظيع، الذي يعاني منه المستشفى، على مستويات عدة. وكانت نقابة الأطباء، قد حذرت في أكثر ن مناسبة من التراجع المهول الحاصل في الموارد البشرية من أطر طبية وتمريضية، وإدارية، وكذا غيابأغلب الأدوية الضرورية بالمستشفى والنقص الحاد في التجهيزات اللوجيستيكية الضرورية، والمشاكل المتعلقة بفصل الصيف الذي عادة ما تتضاعف فيه نسبة الوافدين على المستشفى، وإشكالية الأمن خاصة داخل قسم المستعجلات. وكانت عدة أصوات قد تعالت داعية إلى معالجة الاختلالات الكبرى التي يعيشها مستشفى سانية الرمل بتطوان، والتي من أبرزها، الخصاص المهول في الموارد البشرية، والتجهيزات الطبية والأدوية. هذا، ويعاني المستشفى الجهوي سانية الرمل الذي يستقبل مرضى تطوان والمدن المجاورة لها (وزان، تطوان، الفنيدق، الفحص أنجرة، الشاون، الحسيمة..)، من الخصاص المهول في الموارد البشرية الذي يزداد سنة بعد سنة،حيث حدد الخصاص أواخر سنة 2017 في أكثر من 80 إطار في هيئة التمريض والرقم مؤهل للارتفاع بحكم أن العديد من الممرضين مقبلين على التقاعد، مما يهدد بإغلاق بعض المصالح، وبالتالي حرمان المواطنين من المزيد من الخدمات الصحية، ثم الخصاص المهول في الأدوية، بما فيها الأدوية الاستعجالية والحيوية والضرورية. وقد بدأ هذا الخصاص في التفاقم منذ 2012 حيث لم تتوصل صيدلية المستشفى إلا على ما يقل عن %90 من ميزانية الأدوية سنة 2012، 2013 و 2014 ثم أقل من %50 سنة 2015، أما السنتين 2016 و2017 فلازالت الصيدلية تنتظر أكثر من 90% من ميزانية الأدوية، علما أن هناك أدوية لا تباع في الصيدليات الخاصة، وهناك أدوية مهمة وغيابها يهدد أرواح المواطنات، خاصة منهن الحوامل مثل syntocinon الذي يحمي المرأة الحامل من النزيف، إضافة إلى المضادات الحيوية الضرورية قبل كل عملية جراحية والتي بدونها تؤجل العمليات مهما كانت، نظرا لخطورتها، وكذا الاستغناء عن قاعتين للعمليات داخل المركب الجراحي، بسبب النقص الحاد في الأطر الطبية مما يؤدي إلى تأجيل مواعيد العمليات الجراحية.