دعا المشاركون في ختام أشغال الندوة الوطنية حول موضوع "الريف وإشكالية التنمية"، أمس الثلاثاء بدار الثقافة الأمير مولاي الحسن بمدينة الحسيمة، جميع الباحثين لتجاوز مرحلة تشخيص المشاكل إلى مرحلة اقتراح الحلول وفق مقاربة تشاركية تروم تحقيق التنمية المستدامة. وأجمع هؤلاء المشاركون على ضرورة الاهتمام بالعنصر البشري عبر تنمية مكوناته باعتباره عنصرا أساسيا في التنمية المستدامة نظرا لدوره في مجريات الحياة العملية وثقافته المتنوعة في التنمية، مبرزين أن الإنسان أضحى الآن لا ينظر إلى الثقافة على أنها مجرد ترفيه بل هي رافد من روافد التنمية. وتناولت مداخلات الأساتذة الباحثين في اليوم الأول من الندوة مواضيع منها "إشكالية التنمية في الريف .. مقاربة تاريخية" و"تعبئة التراث في التنمية المحلية" و"المقاربة الحالية لتنمية أقاليم الشمال" و"الريف .. مؤهلات وإكراهات التنمية" و"البنيات العقارية بمقدمة الريف أحد أهم إكراهات التنمية والاستقرار البشري" و"المؤهلات التاريخية والبيئية والثقافية بالريف ودروها في توجيه التنمية" و"آثار التدخل الأجنبي على التنمية بمنطقة الريف". وهمت مداخلات اليوم الثاني من الندوة "محاولات تدخل الدولة وإشكالية التنمية في الريف الأوسط" و"مساهمة وزارة الفلاحة في تنمية المناطق الريفية" و"سوء اندماج الريف في المجال الوطني" و"الهجرة الخارجية وتحولات دوافعها الاجتماعية" و"التراث التاريخي بالريف الشمالي بين إكراهات الواقع وآفاق التنمية" و"البيئة وعلاقتها بالتنمية". وفي هذا السياق، قال السيد الحسين مجاهد الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في كلمة ختامية، إن نجاح هذه التظاهرة الثقافية، التي نظمت على مدى يومين بشراكة بين المعهد والمجلس البلدي للحسيمة، يرجع، بالأساس، إلى المشاركة المتميزة لثلة من الأساتذة والباحثين الذين ينتمون إلى مختلف مدن المملكة، وإلى مساهمة شركاء المعهد، ومن بينهم جمعيات المجتمع المدني بالإقليم. ودعا السيد مجاهد جميع شركاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى الانخراط في مسلسل التنمية الذي تعرفه المنطقة عن طريق التعاون والتشارك وتشجيع البحث العلمي من أجل المساهمة في نهضة ثقافية شاملة وإقلاع اقتصادي حقيقي بالمنطقة، مشيرا إلى أن للمعهد مجموعة من الشراكات مع جمعيات المجتمع المدني بمنطقة الريف بهدف الحفاظ على التراث الأمازيغي واستثماره في تنمية هذه المنطقة. من جانبه، أوضح السيد محمد آيت حمزة، مدير مركز الدراسات التاريخية والبيئية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن هذه الندوة تندرج في إطار البرامج التي يسطرها المعهد للنهوض بالثقافة الأمازيغية وتنميتها بإشراك أكبر عدد ممكن من الساكنة المحلية من أجل ملامسة الواقع الذي تعيشه هذه الفئة المستهدفة، مؤكدا أنه لا يمكن تطوير الجوانب الاقتصادية دون تطوير الإنسان وثقافته وإعطائه مناعة من الداخل والتي تتجلى في الاهتمام بكينونته وذاته والاعتزاز بثقافته.