بعد الضربة الإرهابية التي استهدفت مقهى أركانة بمراكش، سارع محققون وخبراء من فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وإسبانيا وبريطانيا في الالتحاق بالمغرب وربط الاتصال بالأمنيين المغاربة. غالبية المتتبعين يرون في قدوم أولئك الخبراء أنه يدخل في خانة تقديم المساعدة للمحققين المغاربة من أجل الكشف على خيوط وتفاصيل الفعل الإرهابي المرتكب والفاعلين الذين يقفون من ورائه، لكن الحقيقة، كما يشرحها مطلعون على خبايا التحقيق ل"كود"، تفيد بأن دوافع تواجد الخبرة الشرطية الدولية بعاصمة النخيل تعود إلى أمرين، الأول لا يعدو أن يكون تنفيذا لبنود اتفاقيات التعاون ثنائي الأمني، بين المغرب ودول متقدمة، وهو تعاون يشمل يشمل مجال وخبراء الشرطة العلمية. أما الدافع الحقيقي والأساس في قدوم المحققين الدوليين هو محاولة فهم الروابط الكامنة والخفية بين تفجير أركانة وقضايا إرهابية أخرى معروضة في الدول التي ينتمي إليها هؤلاء الخبراء. مصادر أخرى تربط ل"كود" قدوم خبراء الشرطة الدوليين بمسألة حرص السلطات المغربية على أن تمر مراحل وفترات التحقيق في ظروف تطغى عليها سمة الاحترافية والشفافية. بخصوص الأبحاث الأولية، ذات الشق العلمي والتقني، فقد توفق، حسب نفس المصادر ل"كود"، خبراء الشرطة العلمية المغاربة في الوصول إلى النتائج المادية الضرورية لانطلاق التحقيق القضائي سواء من ناحية تحديد هوية الضحايا أو من ناحية الكشف عن المواد المتفجرة التي استعملت في العمل الإرهابي، وكذا الخلاصات الأولية حول كيفية إعمال الفعل الذي ثبت أنه تم انطلاقا من مسافة تبعد عن مكان التفجير. ومن الناحية العملية، صرحت مصادر مطلعة ل"كود" بأن الشرطة العلمية بالمغرب قد حققت اكتفاء ذاتيا من ناحية الخبرة واللوجستيك التقني والعلمي، وأنها لم تعد في حاجة لأن تتصل كل مرة بالشرطات في الدول المتقدمة من أجل تمتيعها بالمساعدة التقنية والعلمية عقب حدوث واقعة تشبه ما تم تسجيله يوم الخميس الماضي بمراكش. وأضافت المصادر أن الأوراش التي يتوفر عليها مختبري الشرطة التقنية والعلمية بالرباط والدارالبيضاء لا تقل مستوى ونجاعة عن أوراش المختبر الوطني للشرطة الفرنسية بليون، حيث قامت الإدارة العامة للأمن الوطني، في غضون السنتين الأخيرتين، بتجهيز المختبرين العلميين في الرباط والدارالبيضاء بالتيكنولوجيا المتطورة، محققة اكتفاء ذاتيا بمعيار الخبرة العلمية وهو الأمر الذي يفسر لماذا أن المدة التي تطلبتها نتائج التحاليل الكيميائية والبيولوجية حول العينات، التي تم رفعها بمكان التفجير، لم تتعد زمن نقل تلك العينات من مراكش إلى مدينتي الرباط والدارالبيضاء.