شهدت قرية فم الحصن، شرق مدينة كلميم، تدخلا عنيفا للقوات العمومية لتفكيك مخيم للمعتصمين كانوا يرفعون مطالب اجتماعية بقرية فم الحصن. ونقل شهود عيان من القرية لموقع "لكم"، أن التدخل وقع صباح الأحد 17 أبريل، عندما هاجمت عناصر من القوات العمومية مخيما للمعتصمين عند الساعة الثالثة صباحا. وعرف التدخل استعمالا مفرطا للقوة مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المعتصمين بلغها عددها عشرة، وصف شهود عيان إصاباتها بالخفيفة. وحتى كتابة هذا التقرير (الأحد 17 أبريل)، ما زالت القرية الصغيرة تعيش تحت حالة من الترهيب يفرضه التواجد المكثف لعناصر من القوات المساعدة وعناصر من الدرك، تحاصر المدينة التي أغلقت محلاتها التجارية طيلة اليوم. وعلم الموقع من مصادر من عين المكان، أن أكثر من 2500 شخص يعتصمون بوسط القرية بعضهم قدموا من قرى ومدن محاذية لمناصرة سكان القرية، فيما قامت السلطات بطلب التعزيزات الأمنية من مدينة طاطا ومن مدينة كلميم، حيث شوهدت أرتال من سيارات القوات المساعدة تدخل إل المدينة قادمة من جهة أقا ومن تغجيجت. يذكر أن سكان القرية دخلوا في اعتصام مفتوح منذ عدة أسابيع للمطالبة برفع الحيف والتهميش الذي تعاني منه قريتهم، وعلى رأس هذه المطالب ذهاب باشا المدينة، وتزويد مستوصف القرية بطبيب مداوم، وتوفير المعلمين في المدرسة التي يؤمها أبنائهم، وإعادة النظر في التقسيم الجهوي الجديد الذي اقترحته لجنة عمر عزيمان. وقبل يومين أنذر المعتصمون سلطات المدينة يومين من أجل تحقيق مطالبهم. لكنهم فوجئوا عند الساعة الثالثة صباحا بالتدخل العنيف للقوات العمومية التي تم استقدامها من عدة مناطق تهجم على خيامهم العشرة وتفكك اعتصامهم الذي كان يضم نحو 300 شخص. وسبق لعامل الإقليم أن اجتمع مع المعتصمين ووعدهم بحل القرية التي لا يتعدى عدد ساكنتها 8000 نسمة، لكنه سرعان ما تراجع عن وعوده، مما حدا بسكان القرية إلى طلب حضور والي الجهة للتفاوض معه مباشرة حول مطالبهم.