التمست فاطمة المجاهد، والدة المهدي بوكيو (19 سنة) المعتقل على خلفية تفكيك شبكة إرهابية في فبراير الماضي، إنصافا ملكيا في ملف ابنها المعتقل، حسب قولها «ظلما وعدوانا». وكشفت فاطمة، في تصريح خصت به «الصباح»، أن ابنها، الذي كان يتابع دراسته في السنة أولى حقوق بكلية سلاالجديدة، مازال يقبع في مركز الإصلاح والتهذيب، التابع لسجن الزاكي بسلا، بعد أن أدين بعشر سنوات سجنا. واستغربت المتحدثة كيف أن ابنها زج به في ملف الإرهاب، والانتماء إلى صفوف السفلية، علما أن لا علاقة له بهذا التيار، موضحة أن سياق اعتقال المهدي بوكيو ضمن خلية أطلق عليها اسم «خلية تازة»، مثير للدهشة، خصوصا أن هناك إصرارا من قبل الجهات الأمنية على أن الشاب له علاقة مع تيار السلفية الجهادية، بل إنه بارع في صنع المتفجرات بحكم تخصصه في الفيزياء، والحال أنه يتابع دراسته في شعبة القانون، و»أنه منذ أن كان يتابع دراسته في الثانوي، لم يكن لديه أي اهتمام بالعلوم الفيزيائية، بل إنه حصل في امتحانات الباكلوريا على نقطة 4 على 20 وهذا دليل يدحض المزاعم التي جاءت في المحاضر التي أدانت ابني»، تقول المجاهد التي زادت جازمة أن ابنها لم تكن تربطه أي علاقة بأي جهة مشبوهة، «إلى درجة أننا في المنزل نتوفر على حاسوب واحد وعلى عنوان إلكتروني واحد، واستغربنا عندما اطلعنا على محضر التحقيق الذي أجري من قبل القاضي المتخصص بقضايا الإرهاب أن ابني متابع من أجل تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام وإقناع الغير، وتحريضه على ارتكاب جريمة إرهابية»، كما اشتد استغراب المعنية لأن المحضر تضمن تصريحا لابنها يقول فيه إنه ولع بولوج مواقع على شبكة الانترنيت متخصصة في الجهاد وفي تصنيع المتفجرات والأسلحة النارية، بل إن المحضر تحدث عن أن الشاب أصبح مندهشا للانجازات التي تحققها التنظيمات الجهادية، مما ولد لديه رغبة واهتمام من أجل الانخراط في مشروعها الجهادي بالمغرب، إلا أن الشاب المهدي بوكيو صرح خلال التحقيق معه ابتدائيا أنه لا ينتمي بتاتا إلى تيار السفلية الجهادية ولا لأي تيار ديني متطرف، كما أنه لا يحمل أي فكر تكفيري، وأنه كان يلج الموقع الإلكتروني «إيزاكت كوم»، الذي كانت بعض غرفه تضم مواقع جهادية. كما أوضحت والدة المهدي بوكيو أن جميع أفراد العائلة استغربوا لما تضمنه المحضر على اعتبار أن ذلك الموقع يزوره الجميع، ثم إنه «لو كان الأمر كذلك، لحلت العناصر المعنية بالمنزل وقامت بتفتيشه أو حجز الحاسوب كما تعلن عن ذلك في قضايا مماثلة، لكن لا شيء من ذلك وقع، ما يفتح الباب للعديد من التأويلات، وستعمل على تتبع الملف إلى حين فك ألغاز اعتقال ابنها الذي احتفل بعيد ميلاده 18 أياما قليلة قبل إلقاء القبض عليه. كما كشفت والدة بوكيو أن ابنها تعرض لاختطاف من قبل عناصر بالزي المدني وسط الرباط يوم 23 فبراير الماضي، عندما كان يهم بركوب حافلة للتوجه إلى كلية الحقوق بسلاالجديدة، وأنها لم تتعرف على مكانه إلا بعد مرور 16 يوما، أي عندما قدم للتحقيق معه.