عاد موضوع المهاجرين الأفارقة المتسللين إلى مدينة مليلية المغربية المحتلة ليطفو على سطح الأحداث ويخيم بظله على العلاقات المغربية الاسبانية، وذلك بعد أن تمكن يوم الأحد المنصرم مجموعة من الأفارقة من التسلل إلى المدينةالمحتلة من خلال تسلقهم للسياج الحديدي المحيط بالثغر المحتل. وذكرت مصادر من مليلية السليبة، أن احد المهاجرين الأفارقة أصيب بكسور خطيرة، في حين أصيب مهاجر أخر بجروح خفيفة، وتم نقلهما للمستشفى المحلي بمليلية لتلقي العلاجات الضرورية. و توقعت مصادر مطلعة، هجومات جماعية أخرى للمهاجريين السريين الافارقة على مدينة مليلية المحتلة، مستندة في ذلك إلى العدد الكبير للمهاجرين الافارقة بالمنطقة وخصوصا بكل من المنطقة الغابوية المحاذية لحي تيزيرين واكوناف، ومنطقة تاويمة، بالإضافة إلى المناطق القريبة من المدينةالمحتلة. وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن المهاجرين الافارقة قد غيروا من إستراتيجيتهم فيما يخص محاولاتهم للوصول إلى جنة "الفردوس الاروبي" وذلك بعد أحداث مليلية وسبتة خريف 2005 إذ اصبح الافارقة يتفادون التكتل بشكل جماعي بالناظور وحولوا مدينة وجدة إلى قاعدة خلفية لهم، وفي حالة تحديد برنامج قد يوصلهم إلى مليلية المحتلة أو القطر الاسباني عبر قوارب الموت يتنقلون إلى الناظور على شكل مجموعات صغيرة من اجل عدم إثارة الانتباه وحتى لا يسقطوا في ايدي السلطات المغربية، وليتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم في الهجرة السرية. وأكد احد المهاجرين الافارقة على أن أغلبيتهم مصممين هذه الأيام على الوصول إلى الديار الأوربية بأي طريقة ممكنة لان مدة إقامتهم بالمنطقة الشرقية قد طالت كثيرا، في حين أنها مجرد محطة عبور فقط يجب إلا يمضوا فيها أزيد من شهرين. ومن جهته، ذكر مصدر رسمي مغربي الى أن السلطات بالجهة الشرقية قد عملت على تكثيف حملاتها التمشيطية بالمناطق التي يرتادها المهاجربن الافارقة. وشدد المصدر ذاته على ضرورة ضغط الاتحاد الاروبي على الجزائر من اجل التعاون مع المغرب في موضوع الهجرة السرية للأفارقة، لأنه من بين المشاكل العويصة التي تعترض المغرب في تعاطيه مع مشكل هجرة الافارقة هو غياب أي تعاون من طرف الأشقاء الجزائريين بحكم أن المشاكل الحدودية لا يمكن حلها بصورة فردية. و يرى بعض المتتبعين أن موضوع المهاجرين الافارقة يطرح مشكلا رئيسيا على مستوى الجهة الشرقية، حيث أن 95 في المائة من المهاجرين السريين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء يدخلون المغرب عبر التراب الجزائري، وتبقى المنطقة الشرقية الباب الرئيسي لدخول المرشحين للهجرة. ومن خلال التدفق المتزايد للأفارقة السود على الجهة الشرقية، يجد المغرب نفسه في وضعية حرجة بين الوضع اللاقانوني لهؤلاء وبين وضعيتهم المأساوية وعدم وجود إمكانيات لمساعدتهم، وما يكتفي به هو مطاردتهم بين الفينة والأخرى وإبعادهم نحو الحدود المغربية الجزائرية ليبقوا هناك عرضة للضياع ولقمة سائغة في ايدي مافيات التهجير السري التي تساعدهم على العودة من جديد الى وجدة وباقي المدن المغربية. وتطالب عدة فعاليات بالجهة الشرقية بان تقوم الجزائر بدور فاعل وحازم كي تمنع هؤلاء المهاجرين السريين من التسلل الى التراب المغربي، حيث أفادت هذه الفعاليات بان الجزائر تتعامل ببرودة مع قضية المهاجرين الافارقة الذين يعبرون التراب الجزائري في اتجاه المغرب،مما يجعل تشديد المراقبة على الحدود المغربية الجزائرية أمرا ضروريا من اجل وضع حد للمهاجرين الافارقة الذين يتدفقون باستمرار على الجهة الشرقية.