بقلم : أحمد الشهلي رئيس التحرير تحل اليوم مناسبة هامة جدا يحتل فيها الوجداني مساحات قصوى في الواقع والمتخيل. اليوم العالمي للشعر مناسبة لالتقاط الانفاس من روتين الضغط وثقل اليومي ،ومعظم رجال ونساء التعليم يمضون مواسمهم التربوية في أجواء مسكونة بالجد والمثابرة خدمة للناشئة يدسون رؤوسهم في المذكرات والتحاضير ويستنشقون غبار الطباشير بكل ما تحتمه فروض الولاء للوطن. وفي لحظة شعر واحدة يغتنم من في نفسه بعض من بقايا البشرية المثخنة بجراح الوطنية لتغيير ملامح حياته ولو لفترة عابرة كطيف زائل هو اليوم العالمي للشعر فرصة لمناجاة الجمال وإلقاء التحية على كل البساتين وما تنبت من أزهار وورود وأشجار ولاغرابة أن يصتصادف مع عيد الشجرة وعيد الأم :هاهنا إذن اجتمع كل الأحبة يتسامرون على ايقاعات نفسية هادئة بعيدا عن اضطرابات العالم المبوء ولو رمزيا . ومعلوم أن الفضل في الإحفال بهذا اليوم بكل ما يحمل من رمزية يعود إلى بيت الشعر المغربي على عهد الشاعر محمد بنيس وبالمناسبة فهو أيضا من أصحاب الرسالة التعليمية تلك الرسالة التي تغلفها المسؤولية التربوية التي :مايحملها من والا على حد التعبير الدارج.ولاغرابة أن يهب الجسد التعليمي لتخليد هذا المقترح العظيم إذ بنظرة خاطفة سيتبين أن من يتربع على عروش الثقافة المغربية هم حملة الطباشير وأصحاب وصاحبات الوزرة البيضاء وللتذكير فقط فالذين تعاقبوا على رئاسة اتحاد كتاب المغرب غالبيتهم شعراء مجيدون وسبق أن عملوا بحقل التربية والتعليم بل ونجد فروعه بكل المدن يسهر على تسييرها أطر من نفس الحقل وليس الأمر يقتصر على الإتحاد إذ نجد أن من سيروا معظم المؤسسات الثقافية ينحدرون من الحقل ذاته ليس الأمر من باب الصدف إذن أن يكون المدرس أول من يحتفي بهذا اليوم الأغر لأن قدره هو أن يظل قلبه معلقا بقيم الجمال يخاطب العالم من خلال خلفية شاعرية تعيد البسمة للنشء وتزرع الحب وتبث أيقونات الرواء في كل مكان. كل عام وأنتم معشر الأساتذة والأستاذات المثل الأعلى للرقة كل عام وأنتم قصائد تتلى بين معاشر أقوام لازالوا يلوكون سير العنف. كل عام وأنتم حملة قلوب وامقة كل عام وأنتم الحب كل عام وأنتم الشعر.