إن ماتعيشه المدرسة العمومية اليوم من مشاكل لهو دليل على الرغبة الأكيدة من طرف المسؤولين على التعليم بالمغرب على إقبار هذه المؤسسة التي قدمت الشيء الكثير للمغرب، فمند انطلاق العمل بالميثاق الوطني للتربية والتكوين. بدأت معه المدرسة العمومية في المعاناة وهذا ليس مفاجئا إذا علمنا ان من بين الأهداف السامية للميثاق هي خوصصة التعليم، ومع الخوصصة لا يمكن للمدرسة العمومية أن تستمر في العمل، المهم أن الميثاق نجح في ان يصور لنا هذه المشاكل التي تعيشها هذه المؤسسة على أنها مشاكل تعود إلى حقبة ماقبل الميثاق وان الميثاق جاء بمفهوم جديد للمدرسة العمومية انطلاقا من الإصلاح ولما فشل الإصلاح بعد العشرية الأولى جاءنا بمفهوم جديد وهو إصلاح الإصلاح أو مايعرف بالمخطط الإستعجالي وهذا دليل على أن المسؤولين بالمغرب مطالبين قبل كل شيء بإصلاح مفهوم الإصلاح قبل الإصلاح. إخواني أليست هذه المشاكل التي تعاني منها المؤسسة العمومية اليوم هي وليدة الميثاق الوطني للتربية والتكوين ويحاول أن يصورها على أنها مشاكل قديمة؟ متى كانت المدرسة العمومية تعاني من التسيب وعدم الإحترام والشغب؟....إن مايسمى بإصلاح لا يعدو أن يكون حقنة سامة حقن بها الطبيب مريضه الذي يرجو شفاءه لكنه تبين له أن الحقنة سامة بعد فوات الأوان. وهذا ما نلاحظه اليوم صراحة فكل ماجاء به المخطط الإستعجالي كان الهم الكبير للساهرين على تطبيقه هو أن ينجح ولكن على الورق فتفنن المسؤولين في إعداد التقارير المبنية على الأوهام، والدليل على ذلك انني ازاول عملي بمؤسسة لم يمر على بناؤها أربع سنوات إلا إننا يمكن أن ندرجها ضمن أثار جماعة الكريمات بإقليم الصويرة (زجاج مكسور، إدارة غائبة حارس عام مكلف،......)إن الأمر يدعو إلى وقفة تأمل فيما يقع على جميع المستويات اليوم في المغرب. إن السؤال المطروح لماذا يفشل الإصلاح في المغرب؟ عز الدين الزريويل مراسل الصحيفة