مع اقتراب شهر أغسطس من نهايته، يبدأ العد العكسي للمسلسل السنوي “الدخول المدرسي”. تبدأ أولى إشراقاته من خلال النقاشات المتكررة واللامنتهية لرجال التعليم وهم يمدون أرجلهم في المقاهي ، بعد كل صلاة تراويح. وقبلها بكثير طلع علينا بدر وزارة التربية الوطنية ببلاغ صحفي يذكرنا فيه بحلقات هذا المسلسل وببعض اللقطات منها. وعلى غرار كان وأخواتها، أطل علينا الدخول المدرسي – مثل إخوته الأشقاء: الدخول الرياضي والسياسي والتقافي- باردا ومنهكا، يجرجر قدميه في اتجاه خط الوصول: الفاتح العظيم؛ فاتح سبتمبر. برودة إعتدناها في معظم المذكرات والبلاغات الوزارية، إلا إذا رغبنا في استثناء البلاغ الصحفي لهذه السنة والذي تم إصداره على الصفيح الساخن لهذا الصيف، إسوة ببعض البلاغات الأخرى التي تستغل السبات الصيفي لرجال التعليم وتشتتهم في أرض الله الواسعة قصد تمريرها وتفادي الإحتجاجات والتصادمات التي قد تشعلها. وخير مثال على مثل هذه البلاغات ؛ بلاغ حول مباراة توظيف 400 أستاذ للتعليم الثانوي التأهيلي خاصة بالموظفين الرسميين لقطاع التعليم الحاصلين على شهادة الماستر أو دبلوم الدراسات العليا لموسم 2010 ، والتي ستجرى يوم الخميس 26 غشت 2010- وككل سنة تتناسل التساؤلات والافتراضات حول كل دخول مدرسي، ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه هذه السنة- سواء على الوزارة الوصية أو رجال التعليم وموظفيه- هو: هل ستجعل رهانات المخطط الاستعجالي ومشروع ” جيل مدرسة النجاح”، الدخول المدرسي 2010 دخولا متميزا، جادا ومسؤولا؟ أم أنه لن يخرج عن السكة التي اختطها له الساهرون على الشأن التربوي منذ سنوات ؟؟ وحتى يمكننا أن نتبين التابت والمتغير ، وما يمكن تطبيقه وما سيبقى مجرد حبر على “بلاغ” سنتتبع التسلسل الزمني لمراحل هذا الدخول المدرسي . أولا: يبقى الفاتح من شتنبر والتاني منه من التوابت التي لن يفرط أي رجل تعليمي أو إداري ... في حضور مراسيم توقيع محاضره. ثانيا: بمجرد ما يتم التوقيع على هذه المحاضر معلنة عن انتهاء العطلة الصيفية حتى تبدأ عطلة غير رسمية أخرى ،عند البعض، شعارها التلكؤ و”السليت” و “لي بغا إخدم العام طويل” تالثا: يشير البلاغ إلى أن الدخول المدرسي ،التدريجي، سيكون ابتداء من 14 سبتمبر في حين أن معظم التلاميذ والاباء يعتقدون أن الدخول الفعلي- الذي يعني بالنسبة لهم تخطي بوابات المدارس- لن يكون إلا يوم 16 شتنبر وهذا ماسيخلق فتورا أو حتى فشلا لمناسبة مهمة ألا وهي الاحتفال بعيد المدرسة. هذا بالنسبة للتعليم الابتدائي أما فيم يخص الثانوي الإعدادي أو التأهيلي فلا أحد يستطيع أن يتكهن بتواريخ بداية التسجيل ونهايته ، فبالاحرى تاريخ البداية الفعلية للدراسة، التي نتمنى أن تعرف انطلاقتها في الاسابيع الاولى لتشرين الاول. رابعا: خصصت الفترة الممتدة بين 3 و13 شتنبر إلى الاجراءات المتعلقة بإعداد الدخول المدرسي، ومعظمها إجراءات، يعرف كل فاعل في الميدان التعليمي، أنها تبقى مجرد حبر على ورق، و أذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر: - تعيين الاساتذة الجدد داخل مؤسساتهم التعليمية قبل 16 شتنبر!! - تفعيل اللجان المتتبعة لمشروع جيل مدرسة النجاح( محليا وإقليميا وجهويا). - تنظيم عملية قافلة التعبئة الاجتماعية لتشجيع ودعم التمدرس ومحاربةظاهرة عدم الالتحاق!! - اجتماع المجلس التربوي لوضع اللمسات الاخيرة – يا سلام- على البرنامج السنوي للعمل التربوي للمؤسسة. - فتح الداخليات ( والجميع يعلم تواريخ فتح الداخليات وواقعها). وكل دخول مدرسي وأنتم بخير. جمال عبدالله