المسرحي عبد الرزاق البدوي أحد رواد المسرح المغربي وأحد مؤسسي فرقة البدوي إلى جانب أخيه عبد القادر البدوي. ويعتبر مسرح البدوي الذي يجر وراءه أكثر من50 سنة من التجربة الفنية والمسرحية، مسرحيا مناضلا ومجددا في المجال، وقد أثرى الريبرطوار المسرحي المغربي. اليوم ومنذ أن تفرق الإخوة يدير الأستاذ عبد الرزاق البدوي، الذي شارك في أعمال تلفزيونية وسينمائية من بينها الملائكة لا تحلق فوق الدارالبيضاء للمخرج محمد عسلي، فرقته المسرحية هو وزوجته الممثلة عائشة ساجد رفيقة دربه. كيف يستقبل الفنان عبد الرزاق البدوي شهر رمضان؟ أولا لابد أن أقدم التحية لقراء جريدة التجديد، و التهنئة لجلالة الملك محمد السادس وجميع المغاربة بمناسبة حلول شهر رمضان الأبرك الذي نتمنى من الله أن يعود علينا بالخير والبركة والرفاهية و الأمن و الأمان و السلام. و بالنسبة لي ليس لي أجواء خاصة خلال شهر رمضان، لأن ذلك مرهون ببرنامج العمل، لاسيما عندما يصادف رمضان الموسم المسرحي مثل هذه السنة، إذسأقوم بجولات أخرى بمسرحية حصلة وفيها امرأة. أنا الآن اشتغل على مسرحية أخرى سأشخصها أنا والممثلة عائشة أسد. وقد وضعنا ملف العمل لدى وزارة الثقافة و حصلنا على الدعم من قبل طرف اللجنة المكلفة بذلك. كذلك أشاهد بعض الأعمال التلفزيونية في بعض القنوات العربية، أقرأ الجرائد لكن بصعوبة، بسبب العمليات الجراحية التي أجريتها على عيني. أي أنني أقرأ ما هو ضروري جدا. إضافة إلى تقوية الصلة بالله من خلال الصلاة والتراويح و النوافل و قراءة القرآن. وطبعا بعد صلاة التراويح ألتقي ببعض الأصدقاء في المقهى قصد النقاش و تبادل الأفكار حول شتى المواضيع. على ذكر المشاهدة ما هي البرامج التي تتابع؟ أشاهد مسلسل صدق وعده لأن الأعمال التاريخية تعجبني، والباطنية وجديد هذا الموسم مسلسل ليلى مراد، ثم المسلسل المصري ماتخافوش. فأنا أتابع هذه الأعمال بدقة، لاسيما و أن هذه الأعمال يعاد بثها في أوقات تسمح بالمشاهدة. أحيانا عندما أكون خارج البيت تقوم زوجتي بتسجيل الحلقة. والمنتوج الوطني؟ أنا من الفنانين الذين يشاهدون المنتوج الوطني رغم أننا نرى نفس الوجوه و نفس الأعمال، و رغم أن التلفزة المغربية مازالت تتعامل مع نفس الأشخاص. و أنا أتمنى أن تكون لنا إنتاجات أكثر مما نراه اليوم. لأنه عار أن ننتج عملا واحدا و يظل الممثلون في بطالة طوال السنة، إلى غاية اقتراب رمضان، ثم ننادي على فلان و علان لتقديم عمل مرتجل. هذا خلافا لمصر التي يشتغل فيها الممثلون على مدار السنة، و في رمضان يتم بيع الأعمال المنجزة. و على ذكر نفس الوجوه فأنا و زوجتي لم نشتغل في عمل تلفزيوني لرمضان منذ 5 سنوات. لأنهم لا يريدونني لأنني حسب رأيهم ما تنضحكش و هم باغيين ليضحك(يضحك). و أنا لا أفهم لماذا في المغرب نركز على الضحك و الفكاهة بينما في مصر و سوريا يهتمون بالأعمال الدرامية. علما أننا لنا القدرة على إنجاز دراما اجتماعية جدية، صحيح أنها لن تضحك المتفرجين ذلك الضحك الرخيص؛ لكنها ستفيدهم. و من المؤسف أن نرى تلك المهزلة تتكررعلى التلفزة رغم سخط الناس عليها. وترمضينة؟ لا أبدا...بالعكس أنا عندما أستيقظ أحمد الله أنني بخير وعلى خير رغم أنني مصاب بثلاثة أمراض مزمنة. و بصراحة؛ الغضب ناتج عن التدخين و المخدرات... و غيرها من المصائب. و أنا كذلك دخنت لمدة 20 سنة و لكنني حاربت السيجارة حربا ضروسا حتى عافاني الله منها و الحمد لله. نتمنى من الله أن يتوب على الجميع في هذا الشهر المعظم و يعفو عنهم. أنت فنان و متزوج من فنانة، كيف تديرون حياتكم؟ بخصوص هذا الجانب أنا أعتبر نفسي سعيدا لأنني متزوج من امرأة من نفس الميدان. و هذا يجعلني في ارتياح نفسي و روحي دائم. لكن في الحقيقة نحن دخلنا مغامرة لأننا الاثنين في ميدان نعيش منه و لسنا +مرسمين، بمعنى لا ننتمي إلى أي وظيفة و لم نكن موظفين من قبل. بحيث قمنا بتضحيات جسام، فأنا مباشرة بعد حصولي على الباكلوريا تفرغت للمسرح. و الحمد لله الآن لنا أبناء يشتغلون و يعينوننا. و بفضل الله حافظنا على العائلة و سمعتها. لماذا العلاقة متوترة مع أخيك عبد القادر؟ هذا من قبل، أما الآن فلم تعد متوترة، و في الواقع لم أكن السبب، لأنه في يوم من الأيام أخبرني أنه اختار بعد تفكير طويل أن يشتغل مع أبنائه. فاخترت أنا كذلك العمل مع زوجتي. و في ذلك الوقت تحدثت مع السيدة نعيمة إلياس أن تشتغل معنا، و بالفعل أصبحت عضوة في الفرقة، بل نائبة المدير. و ظلت تشتغل إلى متم 2004 أو 2005 ، لكنها لم تعترف بذلك لأنها في إحدى البرامج التلفزيونية صرحت أنها تركت فرقة البدوي منذ ,1992 بمعنى أنها تغافلت عن 10 سنوات معي في الفرقة لعبت فيها أجمل الأدوار في مشوارها الفني. و مؤسف جدا أن تنكر كل تلك الأعمال و كل ما قدمته لها فرقتنا. و هذا عتاب رقيق أوجهه إليها ربما يستيقظ ضميرها في هذا الشهر المبارك. كما أوجه عتابا آخرا إلى مجموعة من الممثلين و الفنانين كنت لهم أستاذا، و لا أحد منهم اعترف بالجميل. و هذه الظاهرة نعاينها كثيرا في الميدان المسرحي و الفني... لماذا مسرح البدوي لم يدون تاريخه مثل مجموعة من الفرق المسرحية؟ لأن الفرق الأخرى لم تؤسس على إيديولوجية و وفق استراتيجية محددة، و وفق أهداف تخدم مصلحة الوطن والمسرح المغربي، و هذا ما قمنا به منذ أن انطلقنا سنة ,1965 إضافة إلى عملية تكوين العديد من المسرحيين و بدون مقابل. و لن أذكر هنا الأسماء مراعاة لهم... كما كنا سباقين للمسرح في الثانوية و الجامعة...في القرى، وفي الثكنات العسكرية مع الجيش المغربي...أي فتحنا العديد من الواجهات. أما الفرق الأخرى فهي فرق الموسم تأخذ الدعم ثم تجدها تشتغل في التلفزيون ... ألا ترى إذن انه حان الوقت لكتابة تاريخ المسرح البدوي؟ أنا متفق معك، الآن بعد أن رجعت المياه إلى مجاريها و بعد أن زرته و تسامحنا و سامحته ، أتمنى أن نقوم بذلك و نعطي لكل ذي حق حقه لأنني لا أدعي أنني قمت بكل شيء في مسرح البدوي، و لكنني كنت العمود الفقري للفرقة. و قد تدارك عبد القادر الموقف. هل يقترن رمضان عندك بذكرى معينة؟ أنا بالنسبة إلي رمضان كان دائما من أحسن الشهور، لأنه كان دائما مقترنا بالمسرح، وأذكر في وقت من الأوقات أننا أسسنا مهرجان رمضان بالدارالبيضاء. و كنا نقدم كل ليلة مسرحية من ريبرطوار مسرح البدوي. و كانت سابقة لم يتحدث عنها احد حتى النقاد. ما الذي يقلقك في الحياة؟ النفاق و عدم الاعتراف بجميل الآخرين. ما الذي تحبه في زوجتك؟ نعم، 40 سنة من الزواج، حبها الصادق و إخلاصها لي ولأبنائها، فبصراحة هي نموذج للأم المغربية المثالية. ماهي متمنياتك لذاتك وللأمة الإسلامية؟ أولا لميدان المسرح الذي اشتغل فيه منذ 1965 أتمنى أن يزدهر و يعطى له الدعم اللازم، لأن ما يقدم له من دعم، 300 مليون، غير كاف و غير مقبول، لأن هذا المبلغ مثلا في تونس أو الجزائر لفرقة مسرحية واحدة، في حين أنه في المغرب يخصص للمسرح الاحترافي كله. وأتمنى أن يعيش الممثلون و الفنانون في ما بينهم في أخوة و تضامن، ليس فقط في المناسبات، و أن يكرم الفنان في حياته قبل مماته. و هنا أشكر الملك على ما يقوم به للفنان في هذا الصدد، و أسال الله أن يمد في عمره و ينصره. و ثانيا أتمنى التقدم و الازدهار لبلدنا و لسائر بلاد المسلمين