اختيرت الفنانة المسرحية المغربية، حسناء البدوي، للمشاركة في برنامج " تكوين القيادات الثقافية" البريطاني، "cultural leadership international " ضمن 33 مشاركا سيخضعون لتكوين مستمر إلى نهاية شهر فبراير المقبل.حسناء البدوي وجاء اختيار البدوي، ابنة قيدوم المسرح المغربي، الفنان عبد القادر البدوي، لشغلها مديرة فنية لفرقة "مسرح البدوي"، ولكفاءتها في مجال التسيير، إذ أن البرنامج يختار مشاركيه من بين القيادات الفاعلة في مجالات الثقافة والفن. ويوفر البرنامج، للمشاركين المنتمين ل 27 دولة من مختلف القارات، إمكانية الاستفادة من مجموعة من الدورات التكوينية، التي تمولها الجهة المنظمة، من خلال تقديم منحة مالية مهمة تصل إلى 10 آلاف جنيه إسترليني. وقالت حسناء البدوي، المقيمة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب، إنها اختيرت لتمثيل المغرب بعد وصولها إلى المرحلة النهائية من الإقصائيات، التي ينظمها البرنامج، مضيفة في حديث إلى "المغربية" أن البرنامج البريطاني سيستمر على مدى السنوات السبع المقبلة، مانحا الفرصة لمشاركين جدد، يتوفرون على الشروط والمعايير، التي يعتمدها المنظمون. وأوضحت البدوي أنها تمكنت من الوصول إلى النهائيات بفضل تكوينها "الأنكلوساكسوني"، من خلال دراستها في أميركا فن "الدراماتيرابي"، ولما تتمتع به من حس قيادي، وأشارت إلى أنها أول مغربية تشارك في هذه التظاهرة، مؤكدة أن البرنامج مفتوح في وجه الجميع. وأفادت حسناء البدوي أنه يجري خلال البرنامج إنجاز تقارير حول المشاكل، التي يعانيها المشاركون في بلدانهم الأصلية، خلال قيامهم بمهامهم، مشيرة إلى أن المشاكل، التي تعترض كل المشاركين الذين ينتمون إلى الدول العربية والإفريقية، خصوصا دول المغرب العربي والشرق الأوسط، تتمحور حول الدعم المادي. وأضافت البدوي أن البرنامج، الذي يقسم المشاركين إلى مجموعات، يقدم النصائح والإرشادات، حول كيفية الحصول على الدعم المالي، وتدبير المقاولة الفنية أو الثقافية. كما يهدف البرنامج إلى تنظيم لقاءات دورية لتبادل الخبرات بين المشاركين، المنتمين لجنسيات مختلفة، وأيضا التحول من الجانب النظري إلى الجانب التطبيقي عبر التفاعل مع الواقع، إضافة إلى طرح النقاش حول مجموعة من المواضيع الآنية من بينها حوار الحضارات، ومن الأهداف التي يسعى البرنامج إلى تحقيقها كيفية مساعدة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تنظيم عروض مجانية لهذه الفئة، وكذلك تحقيق التكافل الإنساني من خلال العروض الفنية، وبالنسبة لحسناء البدوي فهي ما فتئت تقدم مجموعة من المساعدات في هذا الجانب، التي تدخل في مجال اشتغالها، وهو "الدراما تيرابي"، أو بعبارة أخرى تخفيف آلام المرضى والمصابين بأمراض مزمنة من خلال الفن، ونجحت الفنانة حسناء في تحقيق مجموعة من المكاسب في هذا الجانب، حيث استطاعت خلق أجواء جيدة وإضفاء الطابع الإنساني على عروضها الفنية. من جهة أخرى قالت حسناء البدوي إنها انتهت، أخيرا، من تصوير مسرحية "المصادفة"، التي أعادت إخراجها في حلة جديدة، القناة الثانية، في إطار مشروع إحياء "ريبيرتوار" المسرح المغربي. وأشارت البدوي إلى أن مشروع إحياء "الريبيرتوار" يهدف إلى إعادة تقديم أعمال قديمة، وتحيينها زمنيا وتكييفها مع الواقع المعيش، من خلال نظرة معاصرة، تراعي مختلف التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، التي حدثت، وأضافت أن معظم هذه الأعمال من تأليف واقتباس والدها عبد القادر البدوي. وتدور أحداث مسرحية "المصادفة"، التي يقوم بأدوارها الرئيسية إلى جانب مؤلفها عبد القادر البدوي، ومخرجتها حسناء البدوي، مجموعة من خريجي مركز تكوين الممثل، الذي يرعاه مسرح البدوي، منهم مصطفى حقيق، وهدى الحمزاوي، وأبو المنال أشبار، ومنير فيضي، ووحيدة نتاج، حول صراع الأجيال، والسلطة الأبوية، ووسائل التربية التقليدية السلبية، من خلال شاب مغربي يفقد شخصيته جراء تدخل والده في كل صغيرة وكبيرة في حياته. وفي جو كوميدي مليء بالمواقف، يحاول الابن التخلص من تسلط والده، وإبراز شخصيته بمساعدة زوجته، التي ستلعب دورا مهما في تغيير مسار حياته. وفي جو المسرح دائما، أفادت حسناء أنها بصدد إخراج نص مسرحي جديد، يحمل عنوان "الآنسة دنيا"، بدعم من وزارة الثقافة. وتدور أحداث المسرحية المقتبسة من مسرحية "ميس جوليا" للكاتب المسرحي السويدي أوغيست ستريندبورغ، حول الصراع الطبقي، ومشاكل الشباب من زاوية تجريبية. واعتبرت البدوي مبلغ الدعم المقدم من وزارة الثقافة هزيلا جدا بالمقارنة مع حجم العرض، قائلة "إن مبلغ 150 ألف درهم لا يكفي لتقديم مسرحية بمواصفات احترافية وفنية دولية، ولا يغطي مصاريف عرض واحد من العروض العشرة، التي تفرضها وزارة الثقافة". من جانب آخر قالت البدوي إنها تشارك في مسلسل إذاعي من 30 حلقة، سيخرجه محسن البدوي، في إطار مبادرة تروم تحويل العديد من الأعمال المسرحية إلى مسلسلات إذاعية. ويأتي المسلسل الإذاعي، الذي يحمل اسم "كنوز مسرحية"، بعد نجاح مسلسلي "قضايا اجتماعية"، ونماذج بشرية".