المعلم بخيل....المعلم دائما في عطلة....المعلم موضوع لأغلب النكت....المعلم صبياني التفكير...المعلم ....والقائمة طويلة ولا يخفى على أحد ما يتردد على أفواه العوام، حتى غدا التعليم ورواده مادة دسمة تتناولها جميع الفئات بمختلف مشاربها. قرأنا عن الملل والنحل والفلاسفة والمذاهب وأصحاب الأهواء... ولا نجد لحد الساعة أي مجموعة ترحب بهؤلاء المتهكمين الساخرين...فهُم كالغنم الشريدة في الليلة الظلماء الشاتية. لقد قسم علي كرم الله وجهه الناس تقسيما منصفا، فقال رضي الله عنه: الناس إما عالم رباني، وإما متعلم على سبيل النجاة وإما همج رعاع أتباع كل ناعق. ولا أجد وصفا أبلغ من الجملة الثالثة لهؤلاء المتهكمين...أعود عودة حضارية إلى جادة الصواب وأقول إني لا أعمم وليس لي الحق في ذلك لأن الله سبحانه يقول “َلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى” لذلك استثني من جمل استنكاري كل من له عقل رشيد ومنطق سديد وفهم نافذ إن التعليم بحكم موضوعه يكون على شقين: شق الوظيفة وشق الرسالة، ما أسهله إذا كان وظيفة وما أشقه إذا كان رسالة. إذا كان وظيفة فما أيسر الانضباط والالتزام والإعداد وكل ما هنالك من حيثيات التحاضير، أما إذا كان رسالة، فالرسالة تستلزم- حسب منطق التواصل- ضبط المرسل ومحتوى الرسالة وأمانة الرسول صلى الله عليه وسلم وأهلية المرسل إليه والكلام في هذا الباب كثير ولا يتسع المقال لرصده. لكن المراد قوله: إن الإخلال بأي ركن من هذه الأركان ستتداعى له باقي الأركان ويسقط الجهاز برمته. إن التعليم مهما أثنى عليه عمرو وزيد فلن يكفياه حقه بقدر ما كفاه الله، لأن التعليم موضوعه العلم ولا يغيب عن أي عاقل ما يرصد للعلم من باب الثناء في مصادرنا الإسلامية الطاهرة. وكفى بالعلم شرفا أن يدعيه من ليس بأهله ، وكفى بالجهل عارا أن يتبرأ منه من هو فيه. وأي نظرة دونية لرواد التعليم، ستكون بمثابة دابة ارض تأكل منساة التربية والتخليق. أخبر إخواني القراء بأن هذه الرسالة كانت استعجاليه للرد على بعض المتهكمين، وسيكون لنا لاحقا لقاء على مائدة كلام مستفيض حول القضية لمحاولة الإحاطة بكل الجوانب الاعتبارية لجهاز التعليم. عبدالجليل ادريوش