يعتبر المسرح المدرسي من بين الآليات البالغة الأهمية في التنشيط الثقافي و التربوي بالمؤسسات التعليمية على اعتبار أنه يساهم بشكل ايجابي وفعّال في تكوين شخصية المتعلم في مختلف الجوانب النفسية والمعرفية والسلوكية ،مما يجعله أداة تربوية أثبتت نجاعتها في معالجة مجموعة من الظواهر النفسية كالخجل و الانطواء و بعض العيوب النطقية( كالحبسة الكلامية والتلعثم…)،كما أنه وسيلة تمكن المتعلم من الاندماج بسهولة في جماعة القسم، ثم الاندماج في المجتمع المدرسي بالمؤسسة التعليمية التي يتابع فيها دراسته في مرحلة ثانية، كما أن المسرح المدرسي يساهم أيضا وبشكل مباشر في غرس مجموعة من القيم المجتمعية السامية في نفوس المتعلمين كتنمية روح التعاون والمبادرة والمشاركة . كما أنه يساهم في دعم و تقوية الكفايات الأساسية لدى المتعلمين ، من خلال توظيف تقنيات تنشيطية لعلاج التعثرات المرصودة ابّان عملية التقويم التشخيصي التي يجريها الأستاذ لتلاميذه ،فيمكن مثلا معالجة ظاهرة لغوية أوتركيبية أو صرفية بتوظيف نص مسرحي تدرج فيه مختلف الظواهر اللغوية والصرفية والتركيبية المراد معالجتها وتقويمها لدى المتعلمين ومن خلال عملية التشخيص يعمد الأستاذ الى اثارة انتباه المتعلمين الى الظواهر المرصودة أثناء عملي التقويم التشخيصي . إلّا أن ما يفهمه العديد من المربين عند الحديث عن المسرح المدرسي ( كمفهوم وليس كنشاط تربوي مدعم ومكمل للعملية التعليمية التعلمية) يجعله منحصرا في أنشطة نادي المسرح المدرسي أو في مجال محدود من مجالات أنشطة التعاونية المدرسية،وهذا الفهم يحد من الأدوار الأساسية المتوخاة من توظيف المسرح في خدمة العملية التعليمية التعلمية ،ويحول دون توظيفه كأداة لتجويد التّعلمات وتقوية المكتسبات المعرفية والمهارية والوجدانية لدى المتعلمات والمتعلمين. و بهذا فالمسرح المدرسي قناة من القنوات التربوية الهامة في مجال تكوين و بلورة شخصية الطفل نفسيا و اجتماعيا و وجدانيا ، اضافة الى ما يحققه من إشباع لرغبته الملحة في ممارسة اللعب والترفيه وتقمص الأدوار و التقليد والمحاكاة للتعبير عن مواهبه وأحاسيسه ،وهذا ما يجعل المسرح وسيلة لتلبية حاجة كامنة في نفس الطفل، و هذه الحاجة تتمثل في"إشباع رغبة الطفل في ممارسة اللعب و امتلاك القدرة على التعبير عن المشاعر و الأحاسيس التي تجيش بها نفسه و تبليغها إلى الآخرين من أجل التواصل"مع أقرانه. ومن هنا فالآمال معقودة على الأندية التربوية التى تعتني بالمسرح المدرسي ،وكذا التعاونيات المدرسية التي تهتم بأنشطته وتعتزم المشاركة في مختلف التظاهرات التي تنظم على المستوى الاقليمي والجهوي والوطني. كما أن الوزارة الوصية ينبغي أن تفكر بشكل جدي في ادراج هذه المادة ضمن المقرر الدراسي كمادة أساسية ضمن المواد الفنية ،تضم حصصا نظرية وأخرى تطبيقية وتمنح لها مدة زمنية مضبوطة كسائر المواد لدراسية شأنها شأن مادة التربية الفنية والتشكيلية ، وتمنح فيها نقط المراقبة المستمرة والامتحانات الاشهادية وخاصة بسلكي التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي الاعدادي،كما ينبغي أن تخصص لأندية المسرح المدرسي ميزانية لتغطية المصاريف الخاصة بالحاجيات ( أكسسوار/ديكور/ ملابس/ أدوات ووسائل الاضاءة والتصوير) ،ومصارف تنقل المتعلمين للمشاركة في التظاهرات الاقليمية والجهوية والوطنية عند الاقتضاء،كما ينبغي تخصيص فترات تدريبية وتكوينية للأساتذة المشرفين على هذه الأندية ، وتخصيص منحة أو تعويض مادي لأندية المسرح التي أحرزت على رتب متميزة في شتى التظاهرات الاقليمية والجهوية والوطنية المنظمة في مجال المسرح المدرسي. وبدون توفر هذه الحاجيات والمقومات فتظل هذه الطموحات صعبة المنال وعسيرة التحقق في الواقع خاصة في غياب منهاج دراسي يعطي الأهمية والعناية اللازمتين للنهوض بأنشطة المسرح المدرسي بالوسط المدرسي منذ مرحلة التعليم الابتدائي الى مرحلة التعليم الجامعي. سبل تفعيل أنشطة الحياة المدرسية عن عبد السلام وطاش رئيس مصلحة الشؤون التربوية بنيابة أكادير اداوتنان