تحت شعار: "إلهام، خيال وإبداع، الآباء والأطفال في اكتشاف العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات"، وبتعاون مع الجمعية الأمريكية "عرصة الأمل" (Grove of Hope) التي تحتفل بالذكرى العاشرة لبداية أنشطتها بالمغرب، نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز، يوم الثلاثاء 11 فبراير 2014 بمقر كلية العلوم السملالية بمراكش، أمسية علمية لفائدة عدد من تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية بذات المدينة، بحضور وفد من الخبراء والعلماء ينتمون للوكالة الأمريكية للفضاء "الناسا" ((NASA. ويتكون الوفد الأمريكي، إضافة إلى العالم المغربي كمال الودغيري، من عالم الفضاء لورين أكتون، والعلماء فاراماز دفاريان وروزالي لوبس ومونيك شيبا، وعالمة الفلك شيلي بونوس، إضافة إلى المربيين مريسا كليكورن وريموند لو. وتندرج هذه الأمسية ضمن سلسلة من اللقاءات العلمية والبيداغوجية المنظمة من طرف الجمعية الأمريكية، التي أعطيت انطلاقتها يوم الأحد 09 فبراير 2014 بمدينة الصويرة، لتشمل، بعد ذلك، كل من مدينة الرباط (يوم 13 فبراير) ومدينة الدارالبيضاء (يومي 16 و17 من ذات الشهر). ويأتي تنظيم هذه التظاهرة العلمية، بتنسيق مع كلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، في إطار النهوض بالتربية والتكوين، والاهتمام بتطوير الإبداع والخيال عند التلاميذ، والرقي بدور الآباء في المرافقة التربوية لأبنائهم. وتروم هذه التظاهرة تمكين الآباء وأبنائهم من الاطلاع على آخر الاكتشافات الفضائية، وغرائب العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، في أفق النهوض بالمهن العلمية، وعرض طرق تربوية على الآباء لمساعدة أبنائهم على تطوير رغبتهم في متابعة دراستهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا. وبهذه المناسبة، ألقى السيد أحمد بن الزي، مدير الأكاديمية، كلمة افتتاحية أشار من خلالها أن العالم كمال الودغيري، رئيس الجمعية الأمريكية "عرصة الأمل"، يعتبر من علماء وكالة الفضاء الأمريكية "الناسا"، ومن المسؤولين على عملية إرسال المسبار الأخير إلى كوكب المريخ، مبرزا أن هذا العالم هو نتاج للمدرسة المغربية العمومية، حيث درس بمدينة الدارالبيضاء إلى حين حصوله على شهادة الباكالوريا بشعبة العلوم الرياضية، لينتقل، بعد ذلك، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لمتابعة دراسته العليا، وموضحا أنه سليل أسرة تنتمي لقطاع التربية والتكوين. وأضاف السيد المدير أنه، بفضل الإرادة والمثابرة والاجتهاد، يمكن تذليل جميع الصعاب، داعيا التلاميذ والطلبة الحاضرين إلى العمل بجد حتى يكونوا في المستقبل أمثال العالم الودغيري، ومشيرا أن هذا العالم، منذ ما يناهز ثلاث سنوات، وهو يجوب مختلف ربوع الوطن من أجل لقاء التلاميذ والطلبة لا لشيء سوى لتبليغ رسالة مفادها أن من يثابر على الجد والاجتهاد لا محالة أنه سيحقق، يوما ما، ما يصبو إليه، ومتمنيا لهؤلاء التلاميذ والطلبة تحقيق ما استثمره فيهم آباؤهم، لأن الوطن في حاجة إليهم ويشكلون مستقبله. وبدوره، ألقى السيد عبد اللطيف ميراوي، رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش، كلمة رحب فيها بالتلاميذ الحاضرين، متمنيا أن يواصلوا مسارهم الدراسي، ويأتوا للجامعة لمتابعة دراستهم في أحسن الظروف، مشيرا أن العالم المغربي كمال الودغيري لا يأتي للجامعة للمرة الأولى، وإنما للمرة الثالثة في مثل هذه المناسبة، كما أنه اشتغل مع هذه المؤسسة في إطار البحث العلمي. إثر ذلك، استعرض رجل الفضاء لورين أكتون تجربته في هذا الإطار، خصوصا ضمن فريق المركبة الفضائية تشالنجر. كما قدمت عالمة الفلك الأمريكية شيلي بونوس، التي تعتبر من أحسن المدرسين لعلم الفلك بالولاياتالمتحدة، عرضا حول طبيعة ومكونات الكواكب والنجوم بالنظام الشمسي، مبرزة المساهمة المتميزة للعلماء العرب في مجالي الفلك والفضاء، ومتمنية للتلاميذ والطلبة الحاضرين النجاح في مشوارهم الدراسي، وأن يصبحوا، في المستقبل، علماء ومهندسين كبار. ثم نظم عالم الفضاء المغربي كمال الودغيري ورشات للاستئناس بالصناعات الفضائية، مستعينا في تأطيرها بالمربية الأمريكية ماريسا كليكورن، وريموند لو، المربي والمتخصص الأمريكي في الرجل الآلي. وكانت هذه الورشات مناسبة لتمكين الحاضرين من التعرف، عن كثب، على كيفية اشتغال المركبات الفضائية والروبوتات والصواريخ، من خلال نماذج مصغرة لهذه الآليات. حضر هذه التظاهرة كل من السيد سمير مزيان، نائب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بنيابة مراكش والسيد محمد العربي سعد، نائب الوزارة بإقليم الحوز ومجموعة من رؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية، وعدد من الفعاليات التربوية بالجهة، وجمهور غفير من التلاميذ والطلبة، إضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والجهوية.