احتضنت كلية العلوم باكادير يومه الخميس 2 ماي الجاري محاضرات لإشاعة الأمل عبر تمجيد العمل الجاد والاجتهاد والإيمان بالقدرات الشخصية وتحدي الإكراهات نظمتها جمعية "عرصة الأمل" بشراكة مع جامعة ابن زهر وألقاها كل من العالم المغربي كمال الودغيري والبطلة المغربية نزهة بدوان. كمال الودغيري استهل محاضرته حول "النجاح عبر الإبتكار" بعرض لصور عن علوم الفضاء التي ينتمي إليها، صور عن مجرتنا درب اللبانة، عن المجموعة الشمسية وبخاصة عن جارنا الحميم كوكب القمر. مهندس الاتصالات كمال الودغيري قدم شروحات علمية دقيقة عن أخر الفتوحات العلمية الفضائية وعن تطور الرحلات الاستكشافية لأهم الكواكب المحيطة بنا كالقمر والمريخ. وذكر، أثناء بسطه لمساره الدراسي والمهني، بأن وصوله إلى أعلى درجات الرقي المهني أي الاشتغال على مشاريع جد متطورة بمختبر الدفع النفاث في باسادينا بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، لم يكن ليصل إليه لولا جديته في التحصيل العلمي واجتهاده وتفانيه في العمل وقال للطلبة بدارجة فاسية واضحة : "حتى حاجة مابقات كتخاد بالساهل". كمال الودغيري أكد بافتخار شديد على أنه ابن المدرسة المغربية وثمرة التعليم العمومي. وبهذا الخصوص أشاد بريادة الجامعة المغربية وصمودها في وجه كل الإكراهات والتحديات وأبرز بأن اختيار جمعيته "عرصة الأمل" للقيام بجولة محاضرات في الجامعات المغربية العمومية نابع من قناعة راسخة بان لا تنمية مجتمعية ولا تقدم اقتصادي ولا رقي بدون تطوير للتعليم العمومي. كمال الودغيري حمل معه إلى أكادير نموذجا مصغرا للعربة الآلية روفر كيريوسيتي والتي ساهم، ضمن الطاقم المشرف على رحلتها إلى المريخ، في تحديد مسار رحلتها التي بلغت 570 مليون كلم وفي تتبع الإشارات التي أصدرتها المركبة الفضائية التي حملتها خلال عملية هبوطها الصعبة على سطح كوكب المريخ. المحاضرة الثانية كانت للبطلة المغربية نزهة بدوان حول "التفكير كبطل" حيث شدت انتباه الحاضرين بعفويتها وتواضعها وأثرت اللقاء بطرحها لأفكار جد محفزة. نزهة بدوان ضمت صوتها لصوت المهندس كمال الودغيري في أن لا ثمار تجنى من دون عمل وكد، وذكرت بأن حياتها الرياضية كعداءة متخصصة في مسابقة 400 متر حواجز كانت مكرسة بأكملها لتحدي مدة زمنية قصيرة هي 52 ثانية عمر المسابقة، عمر رياضي بأكمله لتحسين برهة من الزمن وبلوغ أعلى درجات النجاح والنجومية. وفي صورة اختلط فيها الواقع بالمجاز، قالت البطلة نزهة بدوان، والتي لازالت تحتفظ بالرقم القياسي (نساء ورجال) لزمن تخطي الحاجز، بأن مجرى حياتها ومسار تجربتها الرياضية كانا مليئين بتحدي الصعوبات والقفز على الحواجز ودعت الطلبة للحذو حذوها بتحدي الحواجز والقفز عليها والتفكير في خط الوصول أي في الأمل بالنجاح في المستقبل. *ماستر مهن وتطبيقات الإعلام