صرح مصدر مأذون من داخل القناة الثانية، لهسبريس، أن اختيار اللغة وتحديدا "استعمال الدارجة المغربية في بعض الأسلاك التعليمية" كموضوع للنقاش، في الحلقة القادمة من برنامج "مباشرة معكم"، هي فكرة نابعة من اجتماع فريق تحرير البرنامج و" لم يتم إملاؤها من أية جهة كانت". المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أشار، في معرض حديثه، أن سميرة سيطايل، مديرة مديرية البرامج بالقناة الثانية، اكتفت بالتأشير على المقترح وقبوله فيما تم ترك كل تفاصيل الإعداد للصحفي جامع كلحسن، منشط البرنامج، الذي ربط الاتصال بالمؤرخ عبد الله العروي أولا ثم نور الدين عيوش، الذي يرأس مؤسسة زاكورة للتربية بعد ذلك. المصدر اعترف في اتصاله بهسبريس أن حلقة "مباشرة معكم"، لليلة الأربعاء، ستعرف بعض التغيير على مستوى الشكل وتحديدا عدد الضيوف الذي سيقتصر على ضيفين وذلك نزولا عند رغبة عبد الله العروي الذي رفض الحضور في بلاطو موسع بمعية أربع متدخلين أو أكثر، كما جرت به العادة في البرنامج الحواري الأهم داخل شبكة البرامج بقناة عين السبع. المسؤول داخل القناة أسّر، في اتصاله الهاتفي بهسبريس، أن عبد الله العروي كان قد اقترح، في مراحل الإعداد للبرنامج، أحد سيناريوهين، الأول أن يُستضاف "صاحب المفاهيم" وحيدا في البرنامج للحديث عن الإشكاليات المرتبطة باللغة و دعوات مَعْيَرة الدارجة و استعمالها في المناهج التعليمية و السيناريو الثاني تمثل في دعوة نور الدين عيوش للتناظر حول الموضوع بوصفه منظم الندوة الدولية حول التعليم المسماة "سبيل النجاح" والتي رفعت توصيات الى القصر والحكومة وبعض رؤساء الأحزاب حيث أثارت توصيات الورشة الثانية من الندوة ، الحاملة لعنوان "اللغات الوطنية، لغات المستقبل"، نقاشا حاميا خاصة الدعوة لاعتماد اللغات الأم في التعليم الأولي والسنوات الأولى من التعليم الابتدائي وكذا معيرة، ما أسمته التوصيات، باللغة المغربية، والتي حرصت النسخة العربية من وثيقة عيوش على استعمال عبارة "ضبط اللغة المغربية" بدل كلمة codifier الموجودة في النسخة الفرنسية. مسؤول القناة قال إن فريق الإعداد اختار السيناريو الثاني "لأنه يحفظ كبرياء العروي كمفكر و كذا هوية البرنامج الذي لا يمكن تغيير قواعده جذريا باستضافة ضيف وحيد مهما بلغت قيمته العلمية و المجتمعية". جامع كلحسن، من جهته، نشر الأسئلة الرئيسية التي أعدها لهذه الحلقة الاستثنائية في تاريخ البرنامج، على الصفحة الرسمية ل"مباشرة معكم" بالفايسبوك و من بينها: ما حقيقة هذا الجدل؟ هل يتعلق الأمر بمشروع شجاع ومستند إلى رؤية علمية لمعالجة بعض أعطاب المنظومة التربوية؟ أم بدعوة وراءها خلفيات إيديولوجية ومصلحية؟ لماذا يتم استخراج نظرية المؤامرة كلما فتح نقاش حول المسألة اللغوية ببلادنا؟ ما هي مواقف وحجج من يدعو الى اعتماد الدارجة أو الدارجات المغربية ومن يدافع عن اللغة العربية ومن يقر بمكانة الأمازيغية ومن يعتبر كل هذا الجدل مغلوطا في عالم لا يعترف إلا بلغات العلم والاقتصاد والتكنولوجيا الرقمية؟ ما حقيقة الوضع اللساني بالمغرب ووظيفة كل واحدة من مكوناته؟ وهل يشكل مصدر تنوع وغنى وتعايش أم فوضى لغوية تتصارع فيها الازدواجيات اللسانية؟ يشار أن نور الدين عيوش، سبق أن علق في برنامج هسبريس الحواري "نصف ساعة" على الخروج الإعلامي للعروي، في حوار بإحدى اليوميات الوطنية، بالقول "ما قراش التوصيات ديالنا".