يبدو أن السلطات العليا بالبلاد، تدعم النقاش الدائر حاليا بالمغرب حول جدوى استمرار اعتماد الفصحى لغة للتدريس بدل الدارجة، حيث علمت "گود" أن برنامج "مباشرة معكم"، الذي لا يتناول المواضيع الحساسة بالبلد دون ضوء أخضر من فوق، سيَعقد مناظرة تلفزيونية، تجمع المؤرخ والمفكر عبد الله العروي ونور الدين عيوش الفاعل الجمعوي ورجل الإشهار. المناظرة، التي وصفها طاقم البرنامج، الذي يحظى بعناية خاصة من سميرة سيطايل، ب"الاستثنائية"، موضوعها هو "النقاش الدائر حول استعمال الدارجة المغربية في بعض الأسلاك التعليمية"، وسيخوض وفق ما كشفه مقدم البرنامج، جامع كول حسن، بنفسه، في "ماحقيقة هذا الجدل؟ هل يتعلق الأمر بمشروع شجاع ومستند إلى رؤية علمية لمعالجة بعض أعطاب المنظومة التربوية؟ أم بدعوة وراءها خلفيات إيديولوجية ومصلحية؟ لماذا يتم استخراج نظرية المؤامرة كلما فتح نقاش حول المسألة اللغوية ببلادنا؟".
كولحسن، أضاف في صفحته الشخصية على فايسبوك، أيضاً، أن المناظرة ستطرح أسئلة أخرى من قبيل "ماهي مواقف وحجج من يدعو الى اعتماد الدارجة أو الدارجات المغربية ومن يدافع عن اللغة العربية ومن يقر بمكانة الأمازيغية ومن يعتبر كل هذا الجدل مغلوطا في عالم لا يعترف إلا بلغات العلم والاقتصاد والتكنولوجيا الرقمية؟ ما حقيقة الوضع اللساني بالمغرب ووظيفة كل واحدة من مكوناته؟ وهل يشكل مصدر تنوع وغنى وتعايش أم فوضى لغوية تتصارع فيها الازدواجيات اللسانية؟". إلى ذلك، كانت أبرز نقطة أثارت لبسا لدى متتبعين للجدل القائم، هو الدعم الرمزي للسلطات العليا لندوة نور الدين عيوش، التي تمخض عنها مشروع إدراج الدارجة في التعليم، والذي قُرِىءَ في حضور أقوى مستشاري الملك لأشغالها، وكذا تعيين أحد المشاركين فيها بعد أيام من الندوة وزيرا للتربية (رشيد بلمختار)، في حين أن جزء من شرعية حكم الأسرة العلوية تستند فيه عبر التاريخ على الدين الاسلامي، الذي يعني مباشرة لدى البعض "اللغة العربية".