حملة طرد المبشرين من المملكة مستمرة، وآخر المطرودات أستاذة غواتيمالية تدعى سيلفيا كوردون تقيم بالمغرب منذ 10 سنوات، التي أجبرتها السلطات المغربية على مغادرة التراب الوطني يوم الأحد الماضي، حسب ما صرحت به ليومية “إلباييس” الإسبانية أول أمس الاثنين سيلفيا المسيحية الإنجليكية، التي تبلغ من العمر 59 سنة وتقيم بصفة رسمية بالمغرب منذ عام 1997، ظلت تشتغل منذ سنة 2003 كأستاذة للغة الإسبانية بأحد المعاهد بمنطقة تاهلة القريبة من إقليم تاونات شمال المغرب. “لقد طلبت منهم ورقة رسمية تشرح أسباب طردي من المغرب فقالوا لي إنها أوامر عليا، ونحن ننفذ أوامر عليا”، حسب ما صرحت به كوردون لليومية الإسبانية القريبة من الحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا. وعرفت عملية طرد أستاذة اللغة الإسبانية تعثرا كبيرا، فبعد أن ختم رجال الأمن المغاربة جواز سفرها بطابع “مطرودة”، وبمجرد وصولها إلى حرس الحدود الإسباني بالنقطة الحدودية بمليلية، لاحظ الأمن الإسباني الختم على جواز سفرها فخاطبوا حرس الحدود المغاربة على الطرف الآخر من بني نصار، وأخبروهم بأنهم قادمون رفقة السيدة لمعرفة المشكل، وهنا سأل الحارس الحدودي المرأة: “هل تم طردك من المغرب” فردت سيلفيا بالإيجاب، وعندما قال لها الحارس: “هل تريدين دخول التراب الإسباني”، أجابت: “لا”، فخاطب حارس الحدود الإسباني زملاءه المغاربة وأخبرهم بأنه لا يمكنهم طرد سيلفيا كوردون عبر التراب الإسباني، و”أنكم مطالبون بإرسالها مباشرة إلى غواتيمالا”، حسب ما ذكرته دائما يومية “إلباييس”. هنا فشلت مؤقتا عملية طرد سيلفيا كوردون، كان ذلك في حدود الساعة الثالثة صباحا من يوم السبت الماضي بمنطقة بني نصار الحدودية، فيما ذكرت الجريدة الإسبانية أن سيلفيا لم تكن الوحيدة التي طردت نهاية الأسبوع الماضي من المغرب وإنما “العشرات من المسيحيين”، وتحكي المسيحية الإنجليكية المطرودة: “حضر رجال أمن إلى منزلي في تاهلة يوم الأربعاء 5 ماي، وقالوا لي: “نحن آسفون، لكنك مضطرة إلى مغادرة البلاد”، ولقد أمهلوني 15 يوما للمغادرة لكنهم عادوا في اليوم الموالي إلى المدرسة حيث أعمل وطلبوا مني المغادرة فبدأت بالبكاء”، وتستمر سيلفيا بسرد قصة طردها بالقول: “يوم الجمعة 7 ماي في العاشرة ليلا غادرت منزلي عبر سيارتي في اتجاه مليلية ومعي رجلا أمن داخل السيارة، لقد كانوا لطفاء معي ومنحوني بعض الوقت لأودع أصدقائي، وبكينا كثيرا في تلك الليلة”. سيلفيا كوردون كانت تشتغل في المغرب مع منظمة غير حكومية تدعى “كونسولتوريا برو مونديس”، التي يوجد مقرها المركزي بمدينة غرناطة الإسبانية، وتعمل على إقامة العديد من المشاريع التنموية والتعليمية بالمغرب وموريتانيا والسنغال، وحسب موقع المنظمة على الإنترنت فالمشروع الأساسي لهذه الجمعية بمنطقة تاهلة المغربية هو تعليم اللغة الإسبانية لأبناء المنطقة، وأيضا تعليم النساء القراءة والكتابة وبعض مشاريع غرس الأشجار. هذه المنظمة المسيحية الإنجليكية وقعت عقد تعاون مع الحكومة المغربية سنة 1999، وقد علقت أستاذة اللغة الإسبانية المطرودة: “إذا كانوا يريدون مساءلتي عن إيماني فأنا لا أخفيه، لكنني أحترم القوانين المغربية ولم أكن مبشرة، وإذا كان لديهم دليل على ذلك فليقدموه”. للإشارة، فقد غادرت هذه السيدة المغرب يوم الأحد الماضي بطائرة انطلقت من مطار الدارالبيضاء الدولي عبر مدريد والمكسيك ثم غواتيمالا، وحسب المعنية بالأمر فإن وزارة الداخلية المغربية هي من تكلفت بدفع ثمن التذكرة: 25000 درهم. وكانت وزارة الداخلية المغربية قد أعلنت في بيان الثلاثاء 9-3-2010 طرد عدة مبشرين أجانب (في الآونة الأخيرة) متهمين بالتبشير بالمسيحية في منطقة عين اللوح، وأوضح بلاغ للوزارة أنه ” يوجد من بين هؤلاء الأشخاص 16 فردا ما بين مسيرين ومقيمين بميتم خيري بجماعة عين اللوح بإقليمإفران، حيث كانوا يستغلون الوضعية الاجتماعية لبعض العائلات لاستهداف أبنائها القاصرين من خلال التكفل بهم، دون احترام ومراعاة المساطر القانونية المتعلقة بكفالة الأطفال المتخلى عنهم أو اليتامى”، وأبرز البلاغ أن هذه الإجراءات المتخذة من قبل السلطات المغربية تدخل في “إطار محاربة النشاط التبشيري الذي يروم زعزعة عقيدة المسلمين”. فؤاد مدني جريدة الأخبار المغربية