على غير عادته في التدبير الفرداني لشؤون أكاديمية سوس ماسة درعة و في سابقة هي الأولى منذ تعيينه مديرا لهذه الأكاديمية بتاريخ 11-10-2010 استدعى مدير أكاديمية سوس ماسة درعة يوم الأربعاء 15 فبراير 2012 على الساعة الثالثة بعد الزوال رؤساء الأقسام و المصالح إلى أول اجتماع لهذه الهيئة بعد ما يربو عن سنة واربعة أشهر من تجميده لعمل هذه الهياكل الأساسية في تدبير شؤون الأكاديمية، وقد استبشر رؤساء الأقسام والمصالح خيرا بهذا الاستدعاء ظنا منهم بأن نسائم التغيير الذي عرفتها الوزارة الوصية على القطاع قد هبت على إدارة الأكاديمية في تفعيل التواصل الداخلي وتفعيل المقاربة التشاركية والتعاقد من أجل إنجاز المهام التربوية بأكبر جهة بالمغرب، لكن ظنهم خاب بمجرد ما انطلقت أشغال الاجتماع وأخذ مدير الأكاديمية للكلمة التي صب من خلالها جام غضبه على النقابات و على الموظفين، بدلا من إخبارهم بفحوى اجتماع السيد وزير التربية الوطنية مع السادة مديري الأكاديميات والنيابات على مدى ثلاثة أيام خصص لمدارسة حصيلة الأسدس الأول من السنة الدراسية الحالية وحل المشاكل العالقة لبعض الفئات ومراجعة النظام الأساسي لنساء ورجال التعليم وافاق العمل في إطار تعاقد جديد يروم جمع إنصاف الشغيلة التعليمية ورد الاعتبار للمدرسة العمومية، الذين يعتبرون الحلقة الضعيفة في الرد على الاختلالات التي تعبر عنها النقابات في بياناتها، وذلك من خلال سن إجراءات تعسفية ضدهم: بفرض بطاقة التنقيط الرقمية (carte de pointage) لتعليق شماعة الفشل في تدبير شؤون الأكاديمية على الموظفين بدعوى عدم مواظبتهم، بينما يشهد الجميع بمثابرة وجدية العاملين بالأكاديمية، وكذلك من خلال الكاميرات المثبتة في كل أنحاء بناية الأكاديمية لإحصاء أنفاس الموظفين طيلة اليوم من خلال الشاشات المثبتة بمكتب مدير الأكاديمية!؟ و أيضا من خلال تهميش دور الموظف كمورد بشري ضروري لإنجاز العمليات المرتيطة بالتدبير اليومي، باختلاق تصور تدبيري يرتكز على توصيف مهام كل مكتب على حدة، وتضمينها في كتيب كدليل للعمليات قصد اعتماده كوصفة جاهزة للرقي بعمل المصالح والأقسام بالأكاديمية دون الاعتماد على كفاءة الموظف وتجربته وتكوينه كأننا أمام شخص يريد تعلم طبخ الكسكس باللجوء إلى وصفات الطبخ التي تباع في كتب الطبخ. فتصوروا كيف سيكون طعم هذه الوجبة!؟ فما رأي السيد الوزير في هذه الطريقة الفريدة في التدبير؟ وألم يحن الوقت بعد لإنقاذ هذه الأكاديمية و نياباتها و المؤسسات التعليمية التابعة لها و المشروع التربوي الجهوي من سوء التدبير ومن التراجعات الخطيرة في سلم الترتيب وطنيا؟ سمير السوسي أكادير لسوس24: