قبل سنوات أتيحت فرصة الالتقاء مباشرة والتتلمذ لشباب مبدعين على يد مجموعة من الكتاب والنقاد المبدعين في هذه المدينة كانت جمعية وكانت تضم في عضويتها بالإضافة إلى هؤلاء الأساتذة والدكاترة نخبة من ألمع المواهب الصاعدة الشابة من كلية الأداب بمارتيل وغيرها شعراء وكتاب قصة وكتاب مسرحيون هؤلاء الشباب كانوا معجبين جدا بما تقدمه هذه الفئة من كتب ومقالات نقدية وإبداعية منشورة في كل الملاحق الثقافية الوطنية والعربية فمجرد التعرف إلى هؤلاء كان حلما فما بالك بالتتلمذ على يدهم والاستفادة من خبراتهم وتوجيهاتهم العلمية كان حلم هؤلاء الشباب أن يصيروا مثلهم والتباهي أما الجميع بأنهم تخرجوا على يد فلان وفلان للأسف ضاع هذا الحلم واغتيل قبل أن يبدأ فتلك جمعية اهارت بسبب صراعات لا معنى لها بين السادة الأساتذة والدكاترة ومعه ضاع مشروع هؤلاء الشباب في الإبداع الذين انسحبوا في صمت وحتى هذه الساعة لم نسمع شيئا عنهم لقد تذكرت هذه القصة وأنا أتابع أمسية سينمائية بدار الثقافة نظمها فريق فيلم الضياع وحمامة الذي أشرفت على إخراجهما الشابة الصاعدة يسرى العماري فهي كموهبة قادمة بقوة في سماء الفن والسينما بهذه المدينة فهي تستحق منا وقفة تأملية تمثل يسرى قوة الإرادة والعزم على تحقيق المستحيل في زمن المستحيل الذي تعيشه هذه المدينة الجميلة موهبة مثل هذه يمكن أن نسميها العصامية لكونها صنعت نفسها بنفسها بإرادتها وقوة شخصيتها وهي بذلك ترد بشكل قوي على المشككين في هذا الجيل على النجاح والإبداع السينمائي كما ترد على من يقول بموت التمثيل والسينما بالمدينة فحتى لو كانت في نظر البعض لا تستحق هذه الكلمات فإني أقول لهم بدل أن تشجعوا وتحتضنوا المواهب الفنية والإبداعية ها أنتم تفسدون على شباب متعة الهواية والعطاء ليس له ذنب سوى الموهبة مدينة تطوان مدينة الثقافة والإبداع وستظل كذلك مازال لها شباب يؤمنون بأنفسهم وبمواهبهم ولهم غيرة كبيرة على تاريخ المدينة العريق أقول للمخرجة فيلم حمامة واصلي على هذا العطاء ومزيدا من التألق مع إلحاحي الشديد على الدخول في دورات تكوينية تهم السينما وتقنياتها حتى ترتقي بأدائك الفني والتقني وادرسي كثيرا عن السينما لقد انبهر كل من حضر بقوة شخصية يسرى وبإنجازها للفيلمين بمالها الخاص وبقدراتها الخاصة فهي قدمت مالم يقدمه كثير ممن يعتقدون مع قرارة أنفسهم أنهم حراس الفن والسينما والإبداع فلم يقدموا لهذا الجيل سوى الصراعات والمصالح الضيقة والخفية لقد أسكتت يسرى كل المشككين في هذا الجيل وبالتأكيد هناك مئات من النماذج التي تنتظر فرصتها كي تعرض موهبتها الفنية وبغض النظر عن مستوى الفيلمين فإن هذا المقال ما هو في حقيقته إلا دعوة لكل غيور وإلى كل فنان ومثقف بالمدينة من أجل احتضان هذه المواهب وتشجيعها والاهتمام بها كل حسب موقعه فلا أريد أن يكون مأل يسرى وغيرها كثير السقوط في أول الطريق كما حدث للشباب الذيين ذكرت قصتهم في أول المقال لا نريد أن تفقد هذه المدينة صمعتها الثقافية وتاريخها المعروف في كل شتى مجالات الإبداع. فتحية احترام وتقدير ليسرى العماري ومثيلاتها مع متمنياتنا لها بالنجاح والاستمرار في الدرب الصعب الذي رسمته لمستقبلها كما أرجو في الأخير أن يجد هؤلاء الشباب من يكونهم ويرشدهم ويأخد بيدهم . محمد سعيد الوهابي