مركز بواحمد إقليمشفشاون : بين تفشي البطالة و ترويج الممنوعات و تنامي العنف و السرقة . على غير توقعات المهتمين بالشأن العام المحلي بإقليمشفشاون ، برزت على سطح الأحداث بمركز بواحمد ظواهر خطيرة للغاية، من بينها السرقة الموصوفة و اعتراض سبيل المارة و السكر العلني و إشهار السلاح الأبيض على الأبرياء و ترويج الممنوعات بكل أنواعها من خمور و مخدرات قوية و غير ذالك من الظواهر المشينة ، المهدمة للأبدان و المخربة للعقول . ففي سابقة عدت الأخطر من نوعها ، تعرض أستاذ للغة العربية ،لهجوم بالسلاح الأبيض ، نفذه شخص في حالة سكر علني بين ، و ذالك بعدما اقتحم هذا الأخير حرم إعدادية بواحمد ، مشهرا سكينه ، متوجها صوب الأستاذ . و لو لا محاولات الإفلات من الجاني ، لحدثت مصيبة دموية غير محمودة العواقب . و قد خلف هذا الحادث الأليم خوفا و رعبا و استياء عارما، لدى أسرة التعليم بكل منطقة تيكيساس و على التلاميذ و الآباء و الأمهات على حد سواء . يذكر أن عملية اقتحام حرم إعدادية بو احمد ، بالسلاح الأبيض مع السكر العلني ، أتت في سياق تراكمات منظمة ، تتعلق بغض الطرف عن بيع و ترويج الخمور بالمركز ، و عدم زجر و ردع الحالات الفوضوية و التسيبية الكثيرة ، التي حدثت و تحدث بجماعة بني بوزرة ، من طرف الجهات المختصة من سلطات محلية و مجالس منتخبة و أجهزة أمنية ، مما أنتج و أنعش مثل هذه الظواهر المشينة و السيئة و المدمرة . و المؤسف في الأمر ، أن هذه الأحداث ، تقع في منطقة تصنف من ضمن المناطق المتوفرة على كثير من المؤهلات و الخصوصيات الغنية ، القابلة لوضع عجلة التنمية على سكتها الحقيقية ، لتحقيق شروط و ظروف العيش الكريم لعموم ساكنيها . إن دوافع و خلفيات الإقدام على تناول الخمور و على ارتكاب الجريمة و على الانحراف ، معروفة إذن ، أولها عدم تلبية رغبات الشباب ، و عدم التعاطي مع طموحات الطبقة النشيطة من الساكنة ، هذا فضلا عن الغياب المطلق للمرافق الاجتماعية و التربوية و الثقافية بالمنطقة ، رغم التزايد العمراني و الديمغرافي المتسارع . فهل سيكتفي المسؤولون بتفعيل المقاربة الأمنية رغم تقصيرها أم أن الجهات العليا إقليميا و وطنيا ، ستتفطن لجذور "الظواهر الخطيرة "المتنامية بسرعة ، و تقوم بمعالجتها معالجة عقلانية جدية ، تصب في صالح المنطقة ، تثقيفا و تنشيطا و تشغيلا و تطبيبا ، لأبنائها ، المتخلى عنهم في هامش جزء من مغرب "غير نافع" في عرف المغرب الرسمي الغابر ، و الذين لا يعتبرون إلا أرقاما في فترة الحملات الانتخابية الانتهازية الخبيثة .؟؟؟ لابد من إعمال مقاربة تنموية شاملة تنهض بالإنسان ، و تستثمر مؤهلات و خصوصيات المنطقة ، من أجل كرامة و حرية و عدالة ، تعود منافعها على الوطن كله.