نظمت الجمعية الفتية جمعية حي الطفالين للتنمية والتضامن اليوم الأحد 17 فبراير 2013م بقاعة الندوات دار الثقافة بتطوان على الساعة الثالثة بعد الزوال ندوة تحت شعار "محاربة المخدرات مسؤولية الجميع" ، وافتتحت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين والحاضرات المقرئ الشاب عبد المجيد المرنيسي، ثم كانت للجمعية المنظمة كلمتها في شخص رئيسها حيث تطرق إلى أهمية الاهتمام بهذا المشكل والنظر إلى نتائجه السلبية التي تنعكس على الفرد والمجتمع وأضاف متسائلا عن دور الجمعيات في الوقاية من هذه الظاهرة وانه لا يجب علينا أن نتذكر هذه الآفة فقط في المناسبات والأيام العالمية. وقد شارك في هذه الندوة ثلاث متدخلين حاولوا الإحاطة بجوانب عدة للظاهرة حيث تطرق الأستاذ الفاضل الشيخ العياشي أفيلال في مقاربته الدينية للظاهرة إلى المخدرات باعتبارها كل ما يخدر العقل ويغيبه وفيه ما يُشم وما يُؤكل وما يُحقن وتطرق لثلاث نقط أساسية في مقاربته الدينية: 1 أضرار المخدرات 2 بعض الاسباب 3 العلاج (ماهو المخرج) وقد اعتبر ان من بين اضرارها محاربة الله ورسوله وعصيانهما وفيها ضياع للأسرة وتهديد للدماء والأعراض والاموال وفيها هجوم على الابرياء وتؤدي إلى كثرة حوادث السير وكثرة الاغتصاب وزنا المحارم، وفيها ايضا ضياع للشباب والامة محتاجة للشباب لحمل الأثقال (أثقال الاسرة / وأثقال المجتمع) وأن الإنسان سيسأل عن شبابه فيما ابلاه وعلمه ماذا عمل به، ثم ضياع الصحة وإرهاق للجسد (شباب بجسد الشيوخ) حيث أن الإنسان ينساق مع أفعال الشيطان، وقد أرجع أسباب الظاهرة لغياب التربية من طرف عدة جهات (الابوان/ الأسرة والعائلة/ المسجد/ المدرسة/ الشاشة والقنوات/ المسابح والملاعب ...)، وتطرق أيضا لقصص تجارب معاشة لبعض الشباب، وأكد أن الفراغ الروحي والمادي إن لم يملا بحب الله ملأ بغيره، واعتبر رفقاء السوء سببا مباشرا في ذلك كما التقليد الاعمى للغرب ويقول ليتنا اخذنا منهم الصناعة والعلوم، وفي حديث الشيخ العياشي افيلال عن العلاج اعتبر الرجوع إلى الواحد الديان رجعة صادقة وبإخلاص لله، كما أكد على حسن التربية في البيوت من البداية واختيار جماعات أهل الخير من الأصدقاء والاستماع للعلماء وأهل العلم وصلة الروح بالمساجد وأن يتفكر الإنسان في الموت. وتطرق المتدخل الثاني بدر المنير (ضابط ممتاز) في مقاربته الأمنية للظاهرة بدأَ من المفهوم الكلاسيكي للمقاربة الامنية الا وهو التدخل الزجري للحد من الجريمة، معتبرا ان المديرية العامة للامن الوطني خطت خطوة مهمة في هذا المجال حيث عقدت اتفاقية شراكة مع وزارة التربية الوطنية للتدخل من خلال التحسيس في المدارس ويقول أنهم قدموا حوالي 10 حصص توعية لفائدة التلاميذ والتلميذات (ابتدائي/إعدادي/ثانوي) وقد قدم المسؤول الأمني إحصاءات حول المحجوزات والقضايا والمتهمين والمتهمات ذات الصلة بموضوع المخدرات. وتطرق الدكتور محمد المهدي البكدوري في المداخلة الثالثة للمقاربة الطبية منطلقا من تاريخ استعمال المخدرات في العالم ككل وفي المغرب خاصة، حيث أبرز اهم الاضرار الصحية والنفسية التي تلحق بالمتعاطي والمتعاطية للمخدرات خصوصا الامراض السرطانية والتي تعتبر فيها المخدرات سببا رئيسيا، كما تطرق لامراض نفسية كانفصام في الشخصية والاكتئاب والهذيان والانتحار إلخ. واختتمت الندوة بمداخلات للحضور اغنت النقاش وكذلك بتوصيات وإجراءات هادفة، لعل أهمها ضرورة توفر المدينة على مركز او اكثر لمعالجة الإدمان، وتظافر جهود كافة الفعاليات المدنية والسياسية والامنية للوقاية من هذه الآفة وأن المسؤولية هي مسؤولية الجميع.