"المخدرات بين قصور في التشريع وخلل في التطبيق" محور ندوة بقاعة الاجتماعات التابعة لبلدية مرتيل في إطار تنفيذ برنامج التظاهرة حول تجسيد روح المواطنة بين الشباب المبنية على التسامح والتآزر ونبذ العنف، المنظمة تحت شعار: "جميعا ضد المخدرات" الذي تقوم به جمعية حماية المستهلك والمنتفع من الخدمات العمومية واللجنة الوطنية لمحاربة الفساد بدعم من MEPI عبر مدن ولاية تطوان نظمت الجمعيتان ندوة بقاعة الاجتماعات التابعة لبلدية مرتيل يوم: 09/03/2012 تحت عنوان: المخدرات بين قصور في التشريع وخلل في التطبيق، شارك فيها السادة: الأستاذ المحامي الحبيب حاجي والأستاذ عبد القادر بكور والأستاذ عبد الغني الطويل والأستاذ عبد اللطيف الفيلالي. حيث تطرقوا إلى انتشار المخدرات في المغرب وتطور أساليب ترويجها وغزو المخدرات الصلبة والقوية والطبية الوافدة من الخارج، مما حدا بالمغرب وشركائه الأوربيين إلى تكثيف الجهود لمحاربة هذه الآفة وطنيا ودوليا، كما أثير انتباه إلى العراقيل التي تعيق هذه المحاربة نتيجة قصور التشريعات في هذا المجال واختلال تنفيذها، مما أدى على اتساع الأراضي المزروعة بالقنب الهندي وارتفاع نسبة المخدرات المستوردة. كما تناولت الندوة عرضا حول المقاربة القانونية لمشكل المخدرات في المغرب، من الناحية القانونية، فالمنظومة التشريعية في المغرب تتصف بكونها شاملة لكل القضايا المتعلقة بجرائم المخدرات من حيث إنتاجها وترويجها واستهلاكها، فالمشكل يكمن في فشل السياسة الجنائية حيث الإخلال بتطبيق النصوص القانونية الجاري بها العمل في هذا الشأن، كما أثير في هذا السياق إلى وجود بعض المسؤولين الأمنيين الذين يغضون الطرف عن الجرائم المرتبطة بالمخدرات وبعض المسؤولين الجمركيين المتورطين في ملفات الترويج الدولي للمخدرات، وأيضا وجود خصاص على مستوى الأطر الطبية المتخصصة في العلاج النفسي والعقلي للأمراض الناتجة عن تعاطي المخدرات بمدينة تطوان والتي تعاني كذلك من خصاص على مستوى المراكز الاستشفائية لعلاج الإدمان.كما ذكر الأستاذ المحامي الحبيب حاجي بالوثيقة التي أعدتها جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان حول إمكانية استعمال منتوج القنب الهندي في أغراض مشروعة كالتطبيب والنسيج حيث هناك أكثر من 100 فائدة يمكن استخلاصها من هذا المنتوج. وفي أعقاب ذلك فتح باب النقاش أمام الحاضرين، وقد تمحورت مداخلاتهم حول القضايا التالية: * التساؤل عن مصير الكميات التي يتم حجزها من المخدرات من طرف الأجهزة الأمنية . * التساؤل عن إمكانية تنظيم برنامج تحسيسي حول مخاطر المخدرات. * توضيح حول سلسلة إنتاج واستهلاك القنب الهندي، وإبراز مخاطر ذلك على المستوى البيئي والاجتماعي والاقتصادي. *اقتراح عنوان آخر للندوة هو: خلاف التشريع وشطط التطبيق. ويوم السبت 10 مارس 2012 انتقلت الجمعيتان في إطار جولتهما التحسيسية إلى مدينة شفشاون حيث كان هناك لقاء مفتوح مع تلاميذ مؤسستين تعليميتين تحت شعار: الأضرار الناجمة عن تعاطي المخدرات. ففي الصباح كان اللقاء مع تلاميذ الثانوية التأهيلية مولاي رشيد، وفي المساء كان مع تلاميذ وتلميذات الثانوية التأهيلية أحمد الإدريسي بتأطير من السادة الدكتور يونس وهبي والأساتذة مصطفى الخنوس و ادريس البليدي و عبد الهادي البقالي. حيث تطرق المتدخلون في البداية إلى التعريف بالمخدرات ثم توضيح مختلف الأضرار الناجمة عن تعاطيها: * كالأضرار الاجتماعية حيث تؤثر المخدرات على الحالة المعيشة للأسرة من الناحية السكنية والغذائية والصحية والتعليمية والأخلاقية نتيجة إدمان الأب، فينشأ أبناء المدمن على المخدرات عديمي المسؤولية نحو هذه الأسرة فيلجؤون للبحث عن مصدر رزق غالبا ما يكون عن طريق غير مشروع كالتسول أو السرقة وحتى الدعارة، وعندما ينقطع دخل رب الأسرة قد يدفع الأبناء لارتكاب الجرائم قصد توفير المال اللازم لشراء المخدرات. * الأضرار الاقتصادية يؤثر تعاطي المخدرات على الجانب الاقتصادي بالنسبة للفرد والدولة، فنجد أن المدمن على المخدرات يصاب بخمول وكسل وكراهية للعمل، كثيرا ما يفقد مورد رزقه بسبب هبوط كفاءته العقلية والجسمية، فتفقد الدولة فرداً من أفرادها كان بالإمكان أن يستغل قواه وطاقته العضلية والجسمانية والفكرية لكي يعود بالخير على الجميع، فيصبح هذا الفرد عالة على المجتمع وعبئا ثقيلاً على أسرته، كما تسبب ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات بين أفراد المجتمع إلى الإضرار باقتصاد الدولة، فتنفق المبالغ الطائلة لمكافحتها من عائدات الضرائب لدفع رواتب أفراد أجهزة المكافحة المخدرات إضافة إلى إنشاء سجون ومحاكم و مستشفيات ومصحات وعملية الإنفاق على المتعاطين أنفسهم داخل السجون والمصحات لعلاجهم وإعادة تأهيلهم... كل هذه المبالغ كان يمكن استغلالها لرفع إنتاجية المجتمع وتقدمه. * الأضرار الأمنية حيث يؤدي انتشار المخدرات وتفشيها بين أفراد المجتمع في بعض الحالات إلى انحراف بعض الموظفين القائمين بالخدمات العامة وانتشار الفساد بينهم، وذلك رغبة منهم في الثراء السريع، بل وأحيانا الاشتراك في عمليات التهريب وتسهيل عبورها، مما يؤدي إلى التفريط في واجباتهم وعدم القيام بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم. وفي كثير من الأحيان يحاول العدو الحصول على أسرار الدول العسكرية عن طريق هؤلاء الأشخاص ذوي النفوس الضعيفة، وبذلك يتاح لعملاء العدو الالتقاء بالشخصيات الكبيرة بالدولة واستخلاص الأسرار منهم، كما قد يلجأ العدو إلى استغلال عصابات التهريب في التجسس لقاء معاونتهم في عمليات التهريب أو أن يعمد إلى استدراج بعض ذوي النفوس الضعيفة ، فإذا أثمر الإغراء بالمال انتقلت الصفقات بعد ذلك إلى أهدافها الحقيقة بالتجسس على الدول وفي كثير من الأحيان يحاول العدو تسهيل صفقات عمليات تهريب الأسلحة وزعزعة النظام وخلق خلايا للإرهاب في الدولة، إضافة إلى تسهيل ترويج المخدرات بين الشباب لخلق أفراد عاجزين عن العمل والكفاح وتحطيم الروح المعنوية والوطنية لديهم و عدم التفكير في الدفاع عن وطنهم. بعدها فتح باب النقاش والحوار الهادف مع جميع التلميذ والمربين بالمؤسستين التعليميتين.