نصبت بلدية وولاية تطوان في أحد الشوارع الرئيسية في المدينة خلال هذه السنة 2012 أعمدة كهربائية تتضمن رموزا دينية مسيحية مرتبطة بالملكية الإسبانية، ويتعلق الأمر برمز الصليب ورمز آخر يخلد لقرار كان قد اتخذه الملك فيرناندو السابع حول ولاية العرش. وهذا الأمر يدعو الى التساؤل حول الظروف التي جرى فيها اختيار أعمدة كهربائية متضمنة لرموز غريبة عن ثقافة وديانة المغاربة. وعمل المغرب منذ الاستقلال على الإلغاء التدريجي للرموز المسيحية وتلك المتعلقة بدولتي الاستعمار فرنسا واسبانيا مثل أسماء الشوارع والساحات العمومية. ومن ضمن الأمثلة في مدينة تطوان، فقد جرى تغيير اسم ساحة بريمو دي ريفييرا الذي كان قد أمر باستعمال الغازات السامة ضد شمال المغرب في أواسط العشرينات بساحة مولاي المهدي. وبعد مرور قرابة ستة عقود على الاستقلال، تأتي بلدية وولاية تطوان في إطار تجديد مظهر وسط المدينة وتقومان بالموافقة على نصب أعمدة مثيرة للجدل في أهم شوارع المدينة وهو شارع 10 ماي، حيث تتضمن هذه الأعمدة رمز الصليب مذّهبا فوق التاج الإسباني واسم الملك فيرناندو السابع وكذلك حدثا تاريخيا يرمز إليه بسنة 1832. ومن خلال البحث التاريخي الذي قامت به ألف بوست حول هذه الرموز، أظهر أن الملك فيرناندو السابع كان قد ألغى مرسوما حول ولاية العرش وعاد في السنة نفسها لتبنيه. ويتعلق الأمر بمرسوم بركماتيكا المصادق عليه سنة 1830 والذي نص على إمكانية تولي المرأة العرش في حالة عدم وجود نسل من الذكور، وتعرض الملك عندما كان مريضا لضغط قوي من حاشيته والكنيسة ووقع سنة 1832 على إلغاء المرسوم وأصبح العرش من نصيب شقيقه الأصغر كارلوس ماريا إسيدورو دي بوربون الذي كان يحظى بدعم الكنيسة، لكن يوم 31 ديسمبر 1832 أعاد العمل بالمرسوم وأصبحت ابنته إزابيلا الثانية ولية للعهد بدل شقيقه الذي أقصي من ولاية العرش. الملك فيرناندو السابع.