جرى، يوم السبت، بمقر عمالة المضيق-الفنيدق، تنظيم لقاء تواصلي واحتفالي، بمناسبة تخليد الذكرى التاسعة عشرة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، واختير له شعار " الالف يوم الأولى، أساس مستقبل أطفالنا". وأكد عامل عمالة المضيق-الفنيدق، ياسين جاري، في كلمة بالمناسبة، على أنه "بالفعل، تمثل السنوات الثلاث الأولي، منذ الحمل وحتى عمر السنتين، نافذة للتنمية السريعة والحاسمة التي تؤثر بشكل دائم على صحة ورفاهية الجيل الجديد، وذلك وفق آراء الخبراء في مجال الصحة". وأضاف السيد جاري، في اللقاء الذي حضره أعضاء اللجنة الإقليمية واللجان المحلية للتنمية البشرية والسلطات المحلية والمنتخبون ورؤساء الجماعات الترابية وممثلو المصالح الادارية اللاممركزة وممثلو القطاع الخاص، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تبذل جهودا كبيرة للتصدي لكل ما يعوق تشكيل رأسمال بشري وطني ذي جودة، وذلك من خلال التركيز على النهوض بصحة وتغذية الأم والطفل، مشددا على أنه يجب مواصلة هذا المجهود حتى يتم القضاء على الفجوات في هذا المجال خاصة بين المجالات القروية والحضرية. وذكر المسؤول الترابي أن عمالة المضيقالفنيدق، على غرار باقي عمالات وأقاليم المملكة، ستطلق حملات تواصلية وتحسيسية حول الألف يوم الأولى من حياة الطفل، مع تنظيم قوافل طبية للكشف عن مشاكل النمو والتغذية والسمنة والسمع والبصر لدى الأطفال على مستوى تراب العمالة، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والجمعية الجهوية للاتحاد الوطني لنساء المغرب، بهدف الرفع من الوعي والتوعية بأهمية هذه الفترة الحيوية من حياة الطفل. وشكل هذا اللقاء فرصة للتعرف على حصيلة منجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة المضيقالفنيدق خلال مرحلتها الثالثة (2019-2023) ومساهمتها إلى جانب شركائها المؤسساتيين في تحسين مؤشرات تنمية صحة الأم والطفل. في هذا السياق، قدم رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة المضيقالفنيدق، يونس بنهدي، عرضا أبرز خلاله أن عدد المشاريع المنجزة بتراب العمالة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال المرحلة الثالثة (2019-2023)، بلغ 387 مشروعا وعملية بتكلفة مالية تقدر ب 143,32 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بملغ إجمالي قدره 90,46 مليون درهم، واستفاد منها 193.379 مستفيدة ومستفيد. في السياق ذاته، سجل عرض المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية أهمية الألف يوم الأولى من حياة الطفل باعتبارها مرحلة مفصلية بالغة الأهمية في نموه جسديا وعاطفيا ومعرفيا، وهو ما يتطلب التوعية والتحسيس بضرورة تبني السلوكات الاجتماعية الإيجابية في التعامل مع الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، والرفع من منسوب الوعي بأهمية هذه المرحلة عبر تقديم الرعاية الصحية لفائدة الأمهات قبل وأثناء وبعد الولادة، بالإضافة إلى التحفيز والتشجيع على الرضاعة الطبيعية والتغذية المتوازنة بهدف التقليص من نسبة وفيات الأمهات والأطفال عند الولادة، ومعالجة الاختلالات المرتبطة بسوء التغذية وتأخر النمو وزيادة الوزن. وتميزت الاحتفالية بتسليم مفاتيح سيارتين وفرتهما المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة الوحدة المتنقلة للمساعدة الاجتماعية التابعة لمجلس عمالة المضيق-الفنيدق، وبزيارة المركز السوسيو تربوي للأطفال بحي فم العليق بالمضيق، حيث تم الاطلاع على الخدمات التي تقدمها هذه البنية التربوية والاجتماعية، لفائدة ساكنة مدينة المضيق، حيث يضم أربعة أقسام للتعليم الاولي ووحدة لحماية الطفولة، وذلك بطاقة استيعابية تبلغ 80 مستفيدا.