تحت شعار المدرسة مسؤولية الجميع، نظمت جمعية الشفاء للتنمية و التكوين يوما دراسيا ، سلطت فيه الأضواء على" ظاهرة الهدر المدرسي القديمة/ الحديثة" وذلك يوم السابع- الأربعاء- من الشهر الجاري، بمقر قصر البلدية. والجدير بالإشارة، انه إذا كان اليوم الدراسي الأول، ( السنة المنصرمة)الذي انعقد بإعدادية ابن بطوطة، لم تتمكن من خلاله الجمعية من بسط يدها على مثل هذه التظاهرات،إشعاعا وتنظيميا و سواء من حيث حجم الموضوع أو من حيث اختيار الزمان المناسب، فان اليوم الدراسي لهذه السنة، كان ناجحا بكل المقاييس و المعايير العلمية و الأكاديمية، مادام قد حقق: 1- حضور ومشاركة السيد النائب الإقليمي بنيابة طنجةأصيلة السيد بودرة سعيد. 2- حضور السيد عمدة المدينة شخصيا السيد: فؤاد العماري. 3- حضور رئيس جمعية الشفاء للتنمية و التكوين السيد: الطاهر القور. 4-حضور منسق جمعية كاسال casal del infantsبطنجة السيد:كريستوف شاراس. 5- حضور واسع من فعاليات المجتمع المدني ومدراء المؤسسات التعليمية باختلاف أسلاكها، و الفاعلين التربويين و طلبة المعهد العالي الاجتماعي و المؤسسات ذات الصلة . 6- قد استطاع أن ينال إعجاب الجميع. 7- الحيز الزمني الذي منح له و المنهجية التي اعتمدت في تأطير مضامينه الغنية. حيث تضمن اليوم الدراسي لهدا العام 7 مارس 2012 ثلاثة أوراش أساسية، استعرضها كالتالي: الورشة الأولى: 1)- و قد تناول فيها الكلمة الأولى السيد العمدة، مؤكدا على: - أن ظاهرة الهدر المدرسي هي ظاهرة اجتماعية ووطنية. - - ظاهرة تمس أبناءنا جميعا. - ظاهرة تتطلب تظافر جهود الجميع. - أن الدستور منح صلاحيات مهمة للمجتمع المدني كي يدلي بدلوه في القضايا لتي تهم مستقبل و تنمية البلاد. - أن المجلس الجماعي للمدينة في خدمة كل القضايا التي تخدم مصلحة البلاد و السكان. - 2 )- بعده تناول الكلمة السيد الطاهر القور باعتباره رئيسا فعليا لجمعية الشفاء ، حيث أكد في مستهل كلمته على تذكير الحضور الكريم ب: - الاوراش الكبرى التي تفتحها الجمعية و تتولى مسؤوليتها بتنسيق وتشاور تامين مع شركائها المحليين و الدوليين. - الظاهرة تستدعي الروح الجماعية وتدخل الجميع كل من موقعه الخاص للحد من آثارها الخطيرة وذلك عن: - طريق التحسيس الرأي العام المحلي و الإقليمي و الجهوي و الوطني بخطورتها. - مشاركة كل القوى الحية و الفاعلة بالبلاد و على رأسها الحكومة و السلطة التشريعية و السلطة القضائية و مؤسسة الإعلام والمدرسة و الأسرة و الجماعات المحلية... الخ. - 3)- بعده أخذ الكلمة السيد النائب الإقليمي- بالفرنسية نزولا عند رغبة شركاء الجمعية الأجانب- حيث شكر في البداية الجمعية و رئيسها وكل شركائها لاهتمامها المتواصل بموضوع ، يشكل انشغالا حقيقيا للدولة والأمة المغربية على حد سواء، بعد ذلك عرج السيد النائب إلى تذكير الحاضرين بأهم العوامل المسببة في هذه المعضلة المقلقة: و قد ذكرها على الشكل التالي: - - الفقر و البعد عن المدرسة و الزواج المبكر و غياب الماء و الكهرباء بالكثير من قرى المغربية، ثم الأمية،ن ونظرا لتفشي الظاهرة و انتشارها في جل المؤسسات التعليمية بوطننا ، فقد اعترف على أن توقيفها مستحيل ، ولكن محاربتها و التخفيف من حدتها هو ما تقوم به وزارة التربية و التعليم و دوائرها سواء منها الداخلية أو الخارجية و على رأسها الأكاديميات و المندوبيات عبر تقوية برامج الدعم الاجتماعي أولا، وهو ما تمثل في توزيع الدراجات الهوائية( حيث وزعت نيابة طبنجة أصيلة هذا الموسم الدراسي 200 دراجة) والانخراط الكلي في إستراتيجية توزيع مليون محفظة كل سنة. و توسيع العرض المدرسي ثانيا عن طريق إعطاء الفرصة مرة ثانية للتلاميذ المنقطعين عن الدراسة، ثم ارتداء اللباس المدرسي الموحد الذي كسر الفوارق المدرسية نفسيا، و حسس التلاميذ بالمساواة و مبد تكافؤ الفرص بينهم. وإعادة تأهيل الفضاءات المدرسية ثالثا، مما سيدفع الآباء و المتعلمين حتما إلى الإحساس بقيمة المدرسة العمومية من جهة و معنى الفعل التعليمي الذي يمارس داخل فصولها من جهة ثانية. و قد ساهمت هذه الركائز الثلاث إلى تطور انخفاض نسبة الهد بشكل ملموس بين موسميي: 2006/2007و 2009/2010 حيث انتقلت نسبة انخفاض الهدر من" 5,4الى3,1 بالتعليم الابتدائي ومن 13,4 إلى 10,8بالتعليم الإعدادي، ومن 14,5 في المائة إلى 9,2 بالتعليم الثانوي التأهيلي. - و حتى يعطي صورة واضحة عن إقليمطنجةأصيلة، فقد طمأن الحضور إلى نسبة الهدر المدرسي بهذه النيابة النشيطة،و الذي لا يتعدى 1,05، مشيرا إلى أهم الآليات التي اعتمدتها النيابة سواء بالعالم الحضري( التكثيف من الحملات التحسيسية عن طريق خلق أنشطة تربوية و ترفيهية برحاب المؤسسات التعليمية، و ندوات وأيام دراسية) أو بالوسط القروي تحديدا( عن طرق توفير النقل المدرسي أو توزيع الدراجات الهوائية، وهو ما اشرنا له سابقا، أو تخصيص مساعدة مادية لبعض الأسرالمحتاجة)، داعيا الجميع في ذات الوقت إلى وضع اليد في اليد قصد التغلب علي هذا التحدي القوي. - والى إذا كان السيد النائب يطالب كل مكونات المدينة بالتشارك و التعاون، فلماذا اشتكت معظم الجمعيات في تدخلاتها بتعقيد مساطر التواصل و بناء الشراكات مع بعض المؤسسات التعليمية؟ - فهل الأمر مازال يتعلق بأساليب التحكم و كلاسيكية المساطر الموروثة - في الوقت الذي يطالب فيه دعاة الفكر التربوي الحديث باستقلالية المؤسسة التعليمية-ى؟ أم أن الأمر لا يتعدى مزاج بعض المدراء المحافظين، الذين يرغبون في ستر جمود مؤسساتهم، وعدم تحميلها من الانفتاح و الدينامية ما لا تطيقه. - - - يتبع- - ذ: الحسين وبا - مهتم بشؤون الطفولة