لما أصبح الشأن المحلي موضوع كل الفاعلين والمؤسسات العمومية و الخاصة الحكومية و الغير الحكومية، أي قضية تتقاسمها الجماعات و السلطات المحلية مع الفاعلين المحليين و جمعيات المجتمع المدني- داخليا و خارجيا- نظرا لما يفرزه الواقع المعيشي، وخاصة بالأماكن و المناطق الشعبية الفقيرة والشبه معزولة عن المدار الحضري وفلك الحضارة الإنسانية من إشكالات وصعوبات معقدة و متطلبات متعددة ومستعجلة( كمشكل التطهير و النظافة والإنارة و التشغيل و التجهيز والإصلاح و التنشيط الثقافي ة اتخاذ مبادرات تنموية جريئة: كخلق المناطق الخضراء و بناء المراحيض العمومية ودور الشباب و القاعات الرياضية الصغرى و المكتبات العمومية......الخ و أمام التحديات و التحولات الكبرى التي تعرفها المنظومة الكونية، كان من البديهي أن تلد لنا هذه الأحداث و الظروف ( هنا و هناك بالقطب الشمالي و الجنوبي) جمعيات قوية تتمتع بحس المواطنة الدافئة و تتحلى بوعي و تبصر و سلوكات مدنية مثالية، همها هو: النهوض بالمواطن و تحقيق التنمية للمنطقة أو المدينة التي يقطنها.وهذا ما تشخص بالضبط في أبناء جمعية الشفاء للتنمية و التكوين بطنجة- التي لما كبرت مشاريعها و أوراشها التنموية ،و شع نورها و صوتها في سماء الوطن و خارجه، إلى درجة أن إسمها أضحى يغزو كل فضاءات الولاية تقريبا، بدءا بالمساحات الخضراء و مرورا بالمؤسسات التعليمية- الابتدائية و الإعدادية- و انتهاء بزجاجيات المحلات و المعاهد و المراكز و الدور ذات الصفة التربوية و التكوينية و الاصلاخية و التوجه التنموي والإدماجي- أصبح لزاما على كل متتبع و مهتم بقضايا بلاده و على رأسها الشأن المحلي و ما يمكنه أن يلعب من ادوار طلائعية لتحقيق التنمية المجتمعية المستدامة للبلاد، ومنطقة اندلوسيا بجارتنا اسبانيا مثال فاحم و حكم باث في هذا المضمار. فمن تكون جمعية الشفاء يا ترى؟ من هو منسقها العام؟ ما هي مقاصدها، غاياتها ،أهدافها و رهاناتها الكبرى؟ للإجابة على هذه التساؤلات،اعتمدت الورقة التالية: 1- نبذة عن المنسق العام . 2- أضواء على الجمعية، و يتضمن هذا العنصر : *تاريخ تأسيس الجمعية *رهانات الجمعية و أهدافها العامة. *الأوراش الكبرى و النموذجية التي حققتها الجمعية. * التعرف على شركائها الدوليين. 3- الآفاق المستقبلية. 1- نبدة موجزة عن المنسق العام للجمعية: يتعلق الأمر بالسيد: محمد سلمون، من مواليد 1974 بمدينة البوغاز،مستواه الدراسي جامعي، شغل منصب رئيس جمعية الشفاء سابقا، خضع لعدة تكوينات في مجال العمل الجمعوي سواء داخل المغرب وباسبانيا وفرنسا و ايطاليا تحديدا ، وتعتبر التكوينات التي أفضل مثال في هذا الباب. pneud ; association casal del infants del raval et coopi شاب ذو تجربة واسعة ي المجال التقني و خاصة على مستوى التصوير والإخراج، وهذا تشهد به مجموعة من الأفلام التي أنجزها لما كان رئيسا للجمعية، و يتعلق الأمرب: 3 أفلام أعدت بصدد المبادرة الوطنية للتنمية الوطنية بإقليم الفحص انجرة ،و فيلم آخر بطنجةأصيلة بصدد مشاريع التنمية. أما المجموعة الأخرى فيتعلق شانها بالتضامن و التعاون كفيلم تجارب نسوية ناجحة في العمل الجمعوي. و من ضمن الشخصيات النسوية الوازنة التي تطرق الفيلم إلى تجربتها المتميزة في التدبير و التسيير و تسريع وتيرة المبادرة و مشاركة الأخر أذكر: - أمينة ألازماني، عميدة كلية العلوم التطبيقية بطنجة. - ساعدة شاكر ، نائبة عمدة طنجة الحالي. - مليكة لحيان، مهندسة عقارية نشيطة. أما كيف انتقل محمد سلمون من رئيس جمعية الشفاء إلى منسقها العام؟ فهذا يعود إلى الأوراش الحيوية التي أنجزتها الجمعية و التجارب و الخبرات الواسعة التي أصبحت تراكمها في ميدان التكوين و المواكبة و إعادة الإدماج، هذه الدينامكية مكنتها من الانتقال من مرحلة العمل الهاوي للعمل الجمعوي إلى اعتناق عالم الاحتراف بكل المعايير المسطرة من طرف الدولة المغربية و المنتظم الدولي. وهذا ما تمثلت مضامينه و إجراءاته مع خلق إدارة خاصة تسهر على التصرفات الإدارية و المالية و مكتب مسير متكون من 7 أشخاص متطوعين و الباقي: من المساعدين و المنشطون و المكونون و المدرسون. إذن أمام معانقة الجمعية للاحترافية ،بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بات من الضروري انتخاب منسقا عاما- دينامو- يدبر القضايا اليومية للشباب و مشاكل المنطقة المتوالدة يوما على يوم بشكل خاص، فتم التصويت على رجل المرحلة: سلمون محمد،بعد 12 سنة من المضاء و السعي الحثيث نحو النجاح و تحقيق الأهداف. 2- أضواء على جمعية الشفاء للتنمية و التكوين أ- ظروف و ملابسات التأسيس: ظهرت فكرة تأسيس الجمعية من قبل مجموعة من أبناء الحي ، الذين كانت لهم غيرة كبيرة على الوضع المتردي الذي تحباه ساكنة بئر الشفا بولاية طنجة..ومع نضج الاستعدادات و التصورات التي كانت تخامر شباب الحي تشغل باله، تم يوم: 12/11/ 1998 تم خروج هذه الجمعية إلى كوكب الأرض. ب-رهانات الجمعية و أهدافها العامة: - فك العزلة و التخفيف من عمق التهميش التي تعيشها المنطقة( بئر الشفاء). - مقاومة ومحاربة الهشاشة الاجتماعية و التلوث البيئي. - إبلاغ صوت الجمعية إلى كل الفاعلين المحليين و المتدخلين. - النهوض بالشأن المحلي وإعادة الاعتبار للمنطقة و لساكنتها. - خلق جمعية في مستوى التحديات ومتطلبات الساكنة. - خلق جمعية لها دور ريادي في معالجة الصعوبات اليومية التي تعرفها المنطقة وساكنتها. ج- الأوراش الكبرى و النموذجية التي قامت بها الجمعية: في 2003/2004 انصب العمل على التقوية الداخلية أي على تقوية الحضور في جميع الأوراش والتكوينات المنظمة. و أؤكد لك على أنه خلال هذه العشر سنوات تم تغيير 4 رؤساء، وغير أكثر من30 عضو محل مسؤوليته، مما يترجم أن وتيرة دينامكية الجمعية تصاعدية من جهة، وأن الشفافية و الديمقراطية هي السلوك الذي يسود في فضاءات الجمعية بين كل الأعضاء والمتطوعين و الأطر التكوينية و التنشيطية الخ. أما في سنة 2005 فقد دخلت التعاونية في شراكة مع التعاون الدولي و بالضبط مع جمعية أوراش بلا حدود الفرنسية: و قد عملنا من خلال هذا الورش الدولي التاريخي على: - بناء قاعتين رياضيتين بكل من إعدادية حسان بن ثابت و إعدادية بن سينا. - اقتنينا 6 طن من الأدوات و المعدات الرياضية و التربوية. وفي سنة 2007 فقد أنجزنا مشروعا مهما مع منظمة كوبي الايطالية والذي تركز في الشق الأول على البنية التحتية، و هيكلة فضاء بيئي عمومي يمكن للأبناء الصغار و الأمهات و المسنين أن يتمتعوا به للترويح عن النفس. كما تم بناء ملعب رياضي ومستودعات بشركة مع كل من الأسبان والولاية التي اختصت بغرس الأعشاب و إعادة الاخضرار إلى هذه الفضاءات الشاسعة. أما الشق الثاني فقد خص تكوين 30 شاب في مختلف التكوينات، و بعد مرور سنة على هذا الحدث تخرج شباب يسيرون جمعيات، كما تحولت بئر الشفاء من منطقة تعرف الإقصاء و الهشاشة إلى منطقة تعد من أنشط و أجمل فضاءات طنجة . في سنة 2008عرفت الجمعية تطورا ملحوظا بفضل شراكتها المستمرة و القوية مع جمعية .............. متخصصةcasal DEL infants del. raval حيث ظهرت مؤشرات الانتقال من العمل الهاوي إلى العمل الاحترافي عن طريق خلق تكوين اطر متخصصة ومواكبتها، بالإضافة إلى تحضير البرامج و التقارير لمدة سنتين . أما في سنة 2009، فيمكن الجزم- وبكل موضوعية- أننا حققنا الاحترافية في تدبيرنا لشؤون جمعية الشفاء، حيث صار لدينا مكتب مسير يشغله 7 أشخاص متطوعين و إدارة خاصة بها شابتين مكلفتين بمالية الجمعية و قضاياها الإدارية و منسق عام و مكونون و منشطون و مدرسان متطوعان من إعدادية حسان بن ثابت. وحتى لا أنسى فهي السنة التي حققنا فيها النقلة النوعية على مستوى البحث عن أوراش ومشاريع جديدة ترفع من قوة الجمعية من جهة و تزيد في إشعاعها التكويني و التواصلي و الإصلاحي من جهة ثانية؛ حيث انخرطنا في مشروع السكن المندمج ، الذي يعد من أهم المشاريع التي قامت بها جمعية الشفاء للتنمية و التكوين، حيث ساهمنا: - في تحسين البنية التحية لحي بئر الشفاء وفضاءات عدة مؤسسات تعليمية. وقد تضمن هذا المشروع3 محاور رئيسية و هي: 1- الدعم الجمعوي: و قد خص الجانب التكويني تحديدا مع الشريك الاستراتيجي في هذا المضمار و يتعلق الأمر ب: الجمعية المغربية للتنمية و التضامن( ) Amsed 2- السكن: تم في هذا المحور اختيار حي المرس، فمنحنا لكل أسرة تتوفر على براكة وتريد بناء مساحتها: 20.000 درهم، ومنحنا بالمقابل 5000 درهم لكل أسرة تريد إتمام ترميمات معينة أو ماتبقى لها من البناء ،حيث وصل عدد المسفدين 250 أسرة، أي أن كلفة هذا التدخل وصلت إلى 250 مليون. 3-القضايا التعليمية و التربوية: حيث تم في هذا المحور أيضا تقوية بنية 4 مؤسسات تعليمية و هي:((مدرسة 20 غشت و مدرسة عبد الله بن إبراهيم و مدرسة اشناد و مدرسة البديع))وقد هم المشروع بناء قاعتين متعددتين الوسائط و تهيئة المراحيض والساحات المدرسية التي تعتبر أكبر فضاء يرخي فيه المتعلم عنان حريته. بالإضافة إلى نافورة ماء تتوسط مدخل إعدادية حسان بن ثابت،على شكل صورة امرأة قروية تنتمي إلى منطقة الشمال كانت من إبداعات المتعلمين. د- الشركاء الفعليون: *على المستوى الداخلي ، المحلي: - ولاية طنجة - عمالة الفحص انجرة - المجالس الحضرية - الوكالة المغربية للتنمية و التعاون. - وكالة الماء والكهرباء بجهة طنجةتطوان- امانديس- *علىالمستوى الخارجي: -association casal del infants del raval - associationcoopi - association sans frontieres 3- افاق مستقبلية: بعدما حققنا نجاحا كاسحا في مجال الإصلاح و التكوين و المواكبة و المبادرة التنموية بشكل عام، أجرينا تجربتين هامتين في مشروع ليس بالسهل كما يعتقد البعض- خاصة و قد اعتبره المجلس الأعلى للتعليم ببلادنا من أخطر الإشكالات و الاختلالات التي يعاني منها النظام التعليمي، مما دفع بوزارة التربية الوطنية إلى تنزيل المخطط الاستعجالي بسرعة فائقة لعلها تستدرك حياة هذا النظام أو على الأقل تخفف من آلامه و معاناته المتواصلة و المتوالية- ألا وهو: مشكل الهدر المدرسي" فالتجربة الأولى انصبت على استعمال و الاستئناس بكل ماهو سمعي/ بصري وقد استفد منها العديد من الأحداث الذين غادروا المدرسة ،كما تم فيها تكوين الطلبة على العمل الطوعي و العمل الميداني و إعداد المشاريع و البحوث الميدانية.أما في التجربة النموذجية الثانية، فقد صرنا قبلة لكل الشباب(ذكورا و إناثا) المنقطع عن الدراسة خصوصا لما صار لدينا شباكا يعمل بالمداومة للاستقبال و للتوجيه إلى التكوينات الداخلية- ما تقوم به جمعيتنا- و الخارجية- ما يوجد عند غيرنا- بالإضافة إلى فضاءات ذات جودة عالية سواء عند الاستقبال أو في أماكن التكوين مع تزويد كل المستفيدين مجانا بجميع اللوازم و آلات التكوين، باستثناء الخياطة التي يؤدي المستفيدين منها 100 درهم في الشهر، لأنهم يتدربون مباشرة على الثوب الجديد و ليس الورق، تماما ما يجري داخل المعامل، و هذا ما يسهل عملية قبولهم و اختيارهم بسهولة داخل الشركات أي فور حصولهم على الدبلوم من جمعيتنا. ولعل العدد الغفير الذي يحل بجمعيتنا سواء لتلقي التكوين- المنقطعون عن الدراسة- أو للبحث عن المعلومة- طلبة الماستر،تخصص علوم سياسية - و الاضطلاع على تجارب الجمعية سواء في موضوع: العمل الجمعوي و التعاون الدولي أو في موضوع: الشراكة بين الجمعيات و الجماعات المحلية، ليعد أكبر برهان على احترافية جمعيتنا التي كانت سببا في ولادة جمعيات حيوية ورائدة اليوم في العمل الجمعوي اذكر منها: جمعية النهضة و جمعية الشروق و جمعية أبناء الغيوان التنموية. و حتى يتأكد الفاعلون الجمعويون و المتدخلون و المهتمون بالشأن المحلي فضلا عن الشباب الذي ينوي الخروج من دوامة الفراغ وبناء مستقبله ، من كل هذه المعطيات ، فها هو السي محمد سلمون يضع الموقعين التاليين نصب أعين المواطنين و يترك للسادة القراء و الباحثين في أغوار التنمية المحلية هاتفه و بريده الالكتروني : [email protected]........................telephone;0666980750 www.chifae.ma/formation.chifae.org - ترى كيف ستكون صورة مدننا إذا كانت باقي الجمعيات يحذوها نفس الطموح و تمتلك نفس قيم المواطنة و السلوكيات المدنية؟ - و إذا كان المنتخبون قد قصروا كثيرا في عملية الإصلاح و تحقيق التنمية المحلية لمدنهم و قراهم، فهل يمكن للعمل الجمعوي أن يحل محل العمل السياسي ؟