في الوقت الذي ترتفع فيه أصوات المغاربة من أجل محاربة الفساد بجميع أشكاله فان فرع المكتب الوطني للكهرباء بجماعة جبل الحبيب يعتبر أحد أكبر المرافق العمومية فاسداغير عابئ بهذه الأصوات يسير من السيء الى الأسوأ ويعاكس التيار، بل هذا الكتب أفسد من الفساد إذا عدنا إلى تاريخ إنشائه بالجماعة ليومنا هذا. فبد أن تخلصت الجماعة ومنذ مات يزيد على عقد من الزمن من الوكالة الحضرية للماء والكهرباء التي كانت تدير هذا القطاع ، فآنذاك استطاع المجلس الجماعي التخلص منها باعتبارها لم تكن تقوم بالواجب وخصوصا فيما يتعلق بالماء الصالح للشرب ن وبعد أن سلمت الوكالة الحضرية هذا القطاع للجماعة ، قامت هذه الأخيرة بالتعاقد مع المكتب الوطني للكهرباء الذي أصبح موظفوه يباشرون مهامهم بعين المكان بعد أن كانت الأخرى تديره من مدينة تطوان. لكن ما أن مرت شهور على مباشرة المكتب الوطني لمهامه إلا وبدأت التلاعبات تصدر من هذا المكتب وبالضبط من رئيس فرعه الذي أصبح يتعامل مع المواطن بقانون خاص به لا يوجد في بقعة من بقاع العالم ؟ ففي جماعة جبل الحبيب لما تدخل لفرع المكتب لا تستطيع أن تميز بين رئيس الفرع والموظفين والناس العاديين ، تعودنا دائما نجد أشخاصا على كراسي لا علاقة لهم بالعمل تماما هناك ، بل حتى لما تريد ربط منزلك بالتيار الكهربائي فانك قد تجد نفسك تتعامل مع شخص لا يدير وليس موظفا بإدارة المكتب ، وهذا الأخير سيتفاوض معك بخصوص شبكة الكهرباء بمنزلك وكذا عملية الربط والعداد اللذين هما من اختصاص المكتب ، وهكذا ستجد نفسك دفعت مبلغا يتعدى سبعة ألاف درهم أو أكثر ، وستتيم الربط والاستفادة دون أن تحلص على تواصيل التي من الواجب على المكتب منحها للمواطن وتتعلق بعملية الربط والعداد ، وهذه التواصيل أو العقد على وجه الخصوص لا يحصل عليه المواطن المستفيد حتى لا يتمكن من معرفة الأسعار المقننة . ونعلم علم اليقين أن نسبة تفوق 90 في المائة من السكان لا تتوفر على عقود الاشتراك مع هذا المكتب ، فالعملية تتم كما سبق واشرنا ، أو حتى لما يتعلق الأمر بالتعامل المباشر مع رئيس الفرع فان المواطن يدفع ، ويدفع مبلغا يفوق بكثير التسعيرة الثابتة المحددة من طرف المكتب الوطني ، وحتى إذا المواطن طلبها يتم مراوغته أو تعطى له وعودا بأنه ممكن الحصول عليها في الأيام المقبلة ؟؟ في حين يوجد إعلان مكتوب لدى المكتب يحث على الزبون اخذ تواصيل الأداء قبل الانصراف ؟ وإذا أحدا تشبث بضرورة آخذ العقد مباشرة بعد الأداء سيتم عرقلة ربط منزله بالكهرباء ، وكان رئيس فرع المكتب الذي تعين في بداية أنشاء المكتب لغاية انتقاله قد جنا من جماعة جبل الحبيب أموالا طائلة ، جناها بابتزاز الناس وسرقتهم وبجميع الأساليب الخبيثة ، لغاية كف عدد كبير من الناس عن ربط منازلهم بالكهرباء ، ونتساءل عن رئيس فرع المكتب هذا كم رصيده في البنوك ؟ وهل الدولة تراقب حسابات مثل هؤلاء وغيرهم وتقول لهم من أين لك هذا ؟ وإذا كنا تكلمنا عن حقبة رئيس مكتب قضى عقدا من الزمن في سرقة السكان، فهل من خلفه فيما بعد أدار ويدير الأمور بما يرضي الضمير ويرضي الناس وتشجيعهم على تزويد منازلهم بالكهرباء ؟ بصراحة دار لقمان على حالها ، فبحسب أراء الناس فلا شيء تغير وان الأمور تمشي بنفس ما كانت عليه سابقا ؟ وهذا يجعلنا ندرك وكأنها سياسة متبعة يسلكها آخرون ممن لهم مراتب أعلى. قد يتساءل البعض لماذا المواطن لا يشتكي ويدافع عن حقه وحقوقه ؟ هناك وهناك بالخصوص كلما اشتكى المواطن البسيط بجهة لجهة تزداد مشاكله، وربما بعد أن يشتكي ستزداد غرامته... فما دور المجلس الجماعي الذي لا نشك في انه البعض منهم ضحايا ابتزاز هذا المكتب ؟ كما لا نشك في أنهم ينتقدون فرع المكتب الوطني للكهرباء ؟ لكن للأسف هذا يتم فقط في المقاهي ؟ ولم نذكر المجلس في شخص رئيسه باعتباره هو المرجع للفساد المتفشي بهذه الجماعة ؟ وهو لما سيقرأ هذا الموضوع سيقول: "هذا حسد"، وسبق أن استعمل هذه العبارة في مناسبات انتقدنا فيها ابتزاز السكان واستغلالهم؟ لا نلموه بحيث هذه تربيته ومنطقه وثقافته. والمواطن بجماعة جبل الحبيب يطالب من المسئولين لفت النظر لفرع المكتب الوطني للكهرباء رحمة بالسكان، وضرب الأيادي التي لا تكف أبدا عن النهب والسلب.. ولو لم ير المواطن الضرورة الملحة للكهرباء لما تمنى وجهته نحو هذا المكتب، وكثير من السكان من عدلوا عن تزويد منازلهم بالكهرباء بسبب العراقيل والصعوبات التي يتلقاها من مسئولي فرع المكتب الوطني بجماعة جبل الحبيب ، فلو كانت الشفافية ويتم تطبيق التسعيرة المعمول بها لما كان بقي احد من السكان بدون كهرباء ، وقد كان مدشر الريحانة لوقت ليس ببعيد يسجل صفر مشترك ؟ وإذا ما لم ينتبه المسئولين الكبار لما يجري بهذا المكتب فإننا سنعمل كخطوة أولى على تنظيم وقفة احتجاجية بباب فرع المكتب في القريب أن شاء الله.