كانت دائما ومن السبعينات ولغاية وقتنا هذ ، تعرف جماعة جبل الحبيب أحد الأماكن المتميزة بالفساد الإداري اللامحدود ، فقد كان كل قائد منطقة يلتحق بالقيادة ينفرد بسياسة خاصة يستعملها استراتيجية ممنهجة خلال طول فترة عمله بالقيادة ، وهذه الاستراتيجية تتطور مع الوقت والتجربة المحلية ، فالقائد مثلا كان يعتبر القيادة قيادته وان السكان في خدمته ، بعد أن كان هؤلاء يصنعون مجالس قروية يتحكمون في رئيسها وباقي الاغلبية ، فتبدأ عملية النهب تحت عنوان المجلس القروي ، فقد كان دائما جدول اعمال الدورات من اقتراحهم ، وكذا الاقتراحات ولتحكم في عملية التصويت بالاغلبية داخل الجلسات وتمرير السفقات ، وبعده ذلك يتم نهبها أثناء القيام بصرفها. والأمر تعدى المجلس والجماعة وصل دائما لأرزاق الناس ، فبحكم جماعة جبل الحبيب تعتمد على الفلاحة وتربية الماشية ، فكان كل قائد يشترك مع الفلاحين البسطاء في المحصول الفلاحي الضعيف وحتى في الوبرة اذا صح التعبير ، واقصد صوف الغنم الذي كان كل قائد يحب ان ينعم ويتدفى فوقه ، أما الأعياد وافراحهم ومسراتهم هي ممولة باسلوبها الخاص، وكان دائما مديرو ديوان هؤلاء رجال السلطة من أعيان القبيلة الذين لهم الصلاحية في تحديد كم أغنام وكم بقر يملك كل شخص وهكذا .... كان كذلك المستوصف الصحي الذي أصبح مع الوقت مركزا صحيا هو قطاع خاص استثمره احد الممرضين لسنوات طويلة ، حيث كان المواطن لا يستفيد على الاطلاق ، وان الأدوية التي كان يحصل عليها المركز تباع للناس ، وتنقل تباع في اماكن اخرى خارج الجماعة ، وكان هذا الممرض يدفع اسبوعيا قدرا من المال لرجل سلطة الذي كان يحميه ، وكان بعض الرؤساء ونوابهم ينقلون الادوية لمنازلهم وهم بغير الحاجة اليها . أما السوق الاسبوعي الذي كان ومازال محكوما عليه بالسجن المؤبد.. فقد عمد كل رئيس أن يحدد مداخيل السوق بجميع مرافقه في مبلغ لا يتعدى 5 مليون سنتم ، في حين مداخله الحقيقية فلا نشك انها تتجاوز ذلك بعشرات المرات ، نعلم أن شخصا واحدا من السكان بالجماعة قادر على تحصيل المبلغ او اكثر منه في عمل بسيط يقوم به ؟ فكيف سوق مشهور ومعروف وله مداخيل كثيرة ؟ وفوق 5 مليون سنتيم التي يتم ضبطها وهي اموال كبيرة يتم صرفها على اكثر من مسؤول بتطوان ، وذلك بشراء اللحوم والعسل الحر وتمويل افراحهم ومسراتهم . وأكبر بؤرة فساد في جماعة جبل الحبيب هي المكتب الوطني للكهرباء ، أبو المناكر .. هذا الاخير عرفناه منذ أن تسلم الادارة من الوكالة الحضرية للماء والكهرباء بابو الويلات بخصوص تعامله مع السكان ، ونعلم علم اليقين أن الرؤساء الذين تحملوا مسؤولية المكتب اغتنوا واصبحت حساباتهم البنكية لا تتطابق واقع الاجرة الممنوحة لهم، وحسب تصريحات الناس والمعلومات المؤكدة فان سياسة هذا المكتب لا تتغير ، فرغم التغيير الذي يحصل في قمة المكتب فان الفساد في هذه الادارة يمشي باربعة اقدام ، ففي جماعة جبل الحبيب اذا اراد المواطن ان يربط منزله بالتيار الكهربائي فانه يستحيل عليه معرفة السعر المحدد للقيام بذلك ، ولا يوجد الا القليل من السكان والقليل جدا ممن استفادوا بالسعر المحدد ، اما الباقي فناكد انه لا توجد حتى نسبة 2/100 من السكان يتوفرون على العقود وتواصيل الأداء ، هناك تدفع حينا ودون ان تسال ولا تحتاج ترجع لطلب العقد ووصل الأداء ، وهذا فعل مقصود يجردون الناس من تواصيل الاداء حتى لا يكون له سلاح الدليل . وسنعمل قريبا باذن الله على تنظيم وقفة احتجاجية بباب المكتب تنديدا بما يجري .