يعيش أزيد 140 أسرة من قبائل أيت لياس في عدد من الدواوير بجماعة واد إفران وسط جبال الأطلس؛ على مدار السنة في ظروف من التهميش والحرمان من مختلف المرافق الاجتماعية. وتأكد ل «التجديد» خلال زيارة ميدانية للمنطقة وخاصة دواوير تحشانت وبوعمري والزات واحجيرة وإكلي وسط غابة سنوال التابعة لإقليم إفران، أنها كلها دواوير ما تزال ساكنتها تعيش في ظروف قاسية في مساكن شبيهة بالأكواخ بدون ماء ولا كهرباء وسط أكبر غابة للأرز في العالم، ومحرومون من خدمات التعليم والصحة والفلاحة، بالإضافة إلى أن هذه الدواوير لا تقام فيها صلاة الجمعة والتراويح، مما يجبر المصلين منهم على التنقل بعيدا لأداء هذه العبادات ما سمحت لهم الظروف المناخية بذلك. وحسب مصادر مطلعة تتمتع المنطقة بثروة غابوية هي الأكبر من نوعها على المستوى الوطني، مؤكدة أن ميزانية الجماعات المحلية تستفيد من مداخيل الثروة الغابوية بنسبة 80 في المائة. وفي تصريحات متفرقة أكد مواطنون في الدواوير التي زارتها «التجديد»، أن الممرض الوحيد يحضر إلى المستوصف البعيد عنهم بحوالي 8 كيلومتر، بصفة غير منتظمة كل إثنين إذا كان الطقس مناسبا، موضحين أن ذلك يصادف السوق الأسبوعي في منطقة البقريت البعيدة عن الدواوير بحوالي 17 كيلومترا في الاتجاه المعاكس لمكان وجود المستوصف، مما يجعل السكان يختارون التبضع في السوق الأسبوعي عوض الذهاب للمستوصف الصحي، الأمر الذي يحول دون تمكن السكان من الاستفادة من الخدمات الصحية التي يقدمها الإطار الطبي». واستنكرت مصادر «التجديد» تجاهل مصالح الفلاحة والبيطرة لمطالبهم؛ باعتبار أن الساكنة المحلية لا تمتهن غير أنشطة «الكسيبة» والفلاحة، اضافة إلى تنديدهم المستمر بحرمانهم من التراخيص لاستغلال أملاكهم الغابوية رغم تقديمهم طلبات للجهات المعنية منذ خمس سنوات. وفي موضوع ذي صلة، استنكر (م. ب)، سائق عربة يشتغل في نقل الأشخاص والدواب من وإلى هذه الدواوير المعزولة؛ استدعاءه من لدن قائد قيادة «سوق الأحد» على خلفية «نقل صحفي إلى المنطقة»، وحسب تصريحه ل»التجديد» وجه القائد إليه وابلا من الكلام القدحي ، مضيفا أن القائد استدعاه هاتفيا، مما اضطره للتنقل حوالي 160 كيلومترا للحضور إلى مكتب القائد، وتلقي العتاب واللوم على نقله للصحافي، بعد استفساره بأسلوب شديد اللهجة حول هوية الصحافي وموضوع زيارته للمنطقة» يؤكد السائق.