1.1 خصوصيات الموقع: يقع جامع السويقة أو كما يسميه بعض سكان المنطقة بجامع للافريجة بحومة الربض الأسفل، بالجنوب الشرقي لمدينة تطوان العتيقة، بحي السويقة، بدرب موان الحالي، قرب ضريح سيدي الكميلي.. ويكتسي هذا الموقع أهمية كبرى حظي بها على مر التاريخ منذ عهد الموحدين، حيث لا تخفى أهمية هذا المكان الذي اقتنى فيه عبد القادر التبين * فرسخا من الأرض بألف دينار لموقعه الجغرافي المرتفع وحافته المطلة على السهل شرقا وعلى الواد جنوبا، إذ نتوفر على تقييد يؤكد أنه في سنة 542ه (1148 م) حل بالمكان المذكور الولي الصالح رفقة أبي عبد الله الفخار حيث شرع في بناء الدور والمسجد والمطاحن. وهو المبنى نفسه الذي ستتم إعادة بنائه حيث شيد جامع السويقة «للافريجة» على أنقاض مسجد التبين، والذي سيعرف في البداية بمسجد النوادر كما تفيد بعض الوثائق، وبعدما تم الشروع في بناء الربضين الأسفل والأعلى بطريقة تلقائية إثر تزايد أعداد الوافدين على المدينة وعجزها عن استيعابهم. 2.1 أصل الخلاف في تعدد أسماء الجامع : تبين لنا من خلال البحث في المصادر التاريخية وكذا الوثائق التي توفرت لدينا رغم قلتها، بالإضافة إلى نتائج البحث الميداني، أن هذا الجامع قد حمل العديد من الأسماء خلال فترات تاريخية معينة والتي سنقوم بجردها وتقديم وإعطاء توضيحات بشأنها فيما يلي: – مسجد التبين: ويقصد به المسجد الذي بناه الشيخ عبد القادر التبين، والذي نرجح أنه هو نفسه مسجد النوادر الذي أعيد بناؤه على يد الأندلسيين بعد قدومهم، والذي سيعرف لاحقا باسم جامع السويقة الافريجة». وجدير بالذكر أن المصادر التاريخية لم تسميه بمسجد التبين: بل كانت تنعته بالمسجد الذي شيده التبين فقط، وذلك بعد قدومه إلى تطوان حيث شرع في بنائه سنة(1148) (542ه) – مسجد النوادر: ورد هذا الاسم في إحدى الوثائق الحبسية الخاصة بالجامع، في حين لم يرد في المصادر التاريخية أدنى إشارة حول هذا الموضوع، وعلى ما يبدو أن التسمية قد عكست خصوصية المنطقة التي كانت في بداية تعميرها عبارة عن مداشر صغيرة ومتفرقة وأراضيها عبارة عن حقول زراعية وبيادر (نوادر)، ومما لا شك فيه أن هذا الاسم الذي حمله المسجد أو الجامع لم يدم طويلا بل استعمل في بداية الأمر حينما تم إعادة بناء وربما توسعة الجامع، حيث سرعان ما سيتم استكمال تعمير المنطقة التي ستحمل اسم حومة السويقة ومعها سيعرف الجامع بجامع السويقة «للافريجة». – جامع السويقة: يعتبر هذا الاسم الأكثر تداولا من طرف المؤرخين وكذا عموم، ساكنة المدينة وقد شاع استعماله بعد استكمال بناء أرباض المدينة كما أشرنا سابقا. وهو نسبة للحي الذي يوجد به وهو حي السويقة، والتسمية هي تصغير للسوق، والتصغير في اللغة هي من سمات عامية الأندلس، وقد ولع به المغاربة أيضا فعكست التسمية الخاصية التجارية للمنطقة. – جامع للافريجة: يعرف الجامع عند شريحة واسعة من ساكنة المدينة بهذا الاسم، سبب تسمية هذا الجامع بهذا الاسم هو نسبة إلى السيدة فريجة مؤسسة هذه المعلمة الدينية، لكن الكتابات التاريخية لا تسعفنا في التعريف بهذه الشخصية باستثناء ما جاء عند الرهوني وقد عرفها بكونها «امرأة صالحة مدفونة في بيت من جامع السويقة الكبير، يقصدها الحوامل يوم الجمعة بين الصلوات بعد دخول شهر وضعهن ويتصدقن على قبرها بقصد تسهيل الولادة عليهن، لكننا لا ندري من هي ولا في أي زمن كانت والله أعلم». ومن المحتمل أن يكون قبر للافريجة هذا قد اختفى مع إعادة بناء الجامع مؤخرا، إذ لم يعد له أثر حاليا. 3.1 تاريخ البناء: يرجع تاريخ البناء الأول للجامع في الأصل إلى عهد الشيخ عبد القادر التبين، الذي شرع في بنائه سنة 2 4 5 ه (3) ( 1148 م) بعد قدومه إلى تطوان للاستقرار بها صحبة رفيقه أبي عبد الله الفخار. وقد ذكر الرهوني أنه «هو نفسه جامع السويقة المسمى بجامع للافريجة، وإن لم يکن هو فموضعه هو فيما يغلب على الظن، فلذلك كان منازعا لجامع القصبة في العتاقة». بل هو أقدم منه لأنه أسس قبل إعادة بناء المدينة. وهكذا نرجح أن يكون جامع السويقة «للافريجة» الحالي كما سبق وأشرنا قد بني مكان مسجد التبين من طرف المهاجرين الوافدين من الأندلس خلال سنة 0 8 5 1 م، حيث سيعرف في البداية باسم مسجد النوادر، ومع استكمال تعمير المدينة العتيقة سيعرف لاحقا باسم جامع السويقة «للافريجة» كما سبق وأشرنا، كما أنه من المحتمل أن يكون الجامع قد عرف توسعة على مستوى المساحة إثر الإصلاحات التي شهدها، ما تم هدمه وإعادة بنائه من جديد سنة 1953. عنوان الكتاب: المرأة التطوانية وإسهامها في البناء الحضاري والمعرفي الكاتب: كتاب جماعي الناشر: مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد) بريس تطوان يتبع..