تطرقت الصحيفة الفرنسية البارزة "لوموند" في مقال مطول لها، إلى المقاطعة التي استهدفت فروع مجموعتي "ماكدونالدز" و "كارفور" بالمغرب، على خلفية اتهامهما بدعم الجيش الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة، لا سيما تقديمهما تبرعات غذائية ومنتجات تجارية في المستوطنات. أطلق نشطاء مغاربة حملات لمقاطعة منتجات إسرائيل أو منتجات دول داعمة لها، من أجل الضغط "لوقف العدوان على قطاع غزة" الذي يتعرض لحرب مدمرة منذ 46 يوماً، خلَّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين. تطرفت صحيفة "لوموند" الفرنسية لهذه الحملة االتي تشهد تبنياً من شريحة واسعة من المجتمع المغربي. واستهل الصحفي ألكسندر لوبلان مقاله في لوموند باستعراض مظاهر لهذه المقاطعة وسط الدارالبيضاء، تزامناً مع مسيرات احتجاجية، شهدتها المدينة دعما لغزة، وأكّد أن المتظاهرين الذين يلتحفون كوفيات ويلوحون بأعلام فلسطينية، طالبوا إلى جانب "إنهاء العلاقات مع إسرائيل" بمقاطعة كارفور، الذي سبق وان كان مستهدفاً بمثل هذه الحملات في السابق. وأورد المقال أنه تم خلال المسيرة الإحتجاجية، يوم الأحد الماضي 19 نوفمبر، توزيع منشورات بالقرب من إحدى محلات كارفور، حيث شطب المحتجون الشعار الأزرق والأحمر للمجموعة الفرنسية. وقالت ناشطة مغربية تحدثت للصحيفة الفرنسية، إن "كارفور تبرعت بآلاف الطرود الغذائية لجنود جيش الاحتلال، في وقت يتعرض فيه سكان غزة للقصف والحصار الخانق". وأكد مقال "لوموند" أن حملة المقاطعة الوطنية، لا تؤثر فقط على كارفور، التي تدير مجموعة "LabelVie" علاماتها التجارية في المغرب، بل تؤثر أيضاً على عملاق آخر، يجد نفسه لأول مرة في مرمى حركة المقاطعة، وهو "ماكدونالدز"، رقم واحد في الوجبات السريعة بالمملكة. المقال استعرض أيضاً رد الشركتين التي اعتبرت أن ما يروج حول دعمهما للجيش الاسرائيلي "مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة"، رغم أنهما لم تستجيبا لطلب توضيحات لكاتب المقال، ليكتفي فقط بما نقلته تقارير إعلام مغربية مؤخراً، عن نفي "ماكدونالدز"، عبر بيان مطوّل، وجود دعم مالي مفترض لإسرائيل. ودحضت العلامة التجارية "الشائعات الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة"، وأكدت أن "الإتاوات التي تدفعها شركة فيرست ريست إنترناشونال المغربية، صاحبة امتياز ماكدونالدز في المغرب، لشركة ماكدونالدز إنترناشيونال، لا تُستخدم بأي حال من الأحوال لدعم أي حكومة أو أي قضية سياسية" . هذه الشركات لا تقوم فقط بتسليم المنتجات للجيش الإسرائيلي، بل تنشط داخل المستوطنات نفسها سيون أسيدون ناشط وحقوقي مغربي سيون أسيدون واحد من الوجوه المعروفة بدفاعها عن القضية الفلسطينية من خلال "الجبهة المغربية لدعم فلسطين" ومناهضة التطبيع ونشاطه في حركة المقاطعة العالمية "بي دي إس"، يقول: "هذه الشركات لا تقوم فقط بتسليم المنتجات للجيش الإسرائيلي، بل تنشط داخل المستوطنات نفسها، وهذا هو حال شركة كارفور التي تمارس نشاطها التجاري منذ سنوات في الأراضي المحتلة ونحن نطالب بوضع حد لهذه الأنشطة". ويدعو أسيدون بلاده إلى فسخ وحلّ جميع التعاقدات التي أُبرمت منذ الإعلان عن استئناف العلاقات مع إسرائيل عام 2018، وإغلاق مكتب "الاتصال الإسرائيلي" بالرباط. ويؤكد أن "المقاطعة سلاح فعّال في يد الشعوب لدعم مقاومة الفلسطينيين، وأن تأثيرها وأثرها جعلا دولة الاحتلال تصنفها خطراً إستراتيجياً". وفي المغرب، مقاطعة المنتجات والشركات الإسرائيلية المتهمة بالاستثمار في المستوطنات ليست جديدة. بل لطالما تم ستهداف التمر الذي تصدّره الدولة العبرية بانتظام، خاصة خلال شهر رمضان. ولا تسلم عروض الفنانين الذين تتم دعوتهم إلى المناسبات الثقافية من المقاطعة كذلك. فالمقاطعة، وفق "حركة مقاطعة إسرائيل" BDS وهي منظمة دولية غير حكومية، تشمل ما هو سياسي وأكاديمي وثقافي، ولا يقتصر الأمر على الاقتصاد، خاصة أن إسرائيل تعتبر حركة المقاطعة خطراً استراتيجياً على منظومتها. لن تنشر النتائج المالية لشركة LabelVie، المدرجة في البورصة، إلا قبل نهاية العام، كما أن ماكدونالدز المغرب ليست ملزمة بإعلانها. لكن أعضاء ومؤيدي حركة المقاطعة BDS أبدوا رضاهم بالفعل. خروج الشركات المتضررة بمقاطع فيديو تدعو المواطنين لعدم المقاطعة كونها تشغّل عدداً كبيراً من العاملين فبالنسبة لهم، ما يؤكد جدوى وأهمية المقاطعة الاقتصادية في التأثير على المواقف والسياسات، هو خروج الشركات المتضررة بمقاطع فيديو تدعو المواطنين لعدم المقاطعة، كونها تشغّل عددا كبيرا من العاملين"، كما نشرت شركات ومطاعم ومقاهي أجنبية تعمل بالمغرب، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مقاطع فيديو لتشجيع اقتناء سلع وخدمات من خلال عروض مشجّعة. وصوّر نشطاء مغاربة مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تبيّن فراغ هذه المطاعم والمقاهي من الزبائن، وهذا حسب قولهم، دليل على نجاح الحملة. أظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فراغ هذه المطاعم والمقاهي من الزبائن وقد شهدت المغرب حملة مقاطعة شبيهة عام 2018، ردّاً على غلاء الأسعار، استهدفت القطاع الخاص، وكبّدت إحدى الشركات خسائر تقدر بنحو 180 مليون يورو. ومن الشركات والمطاعم التي تستهدفها المقاطعة بالمغرب اليوم، ماكدونالدز وستارباكس وبرغر كينغ وكوكاكولا، وكارفور، وبوما للألبسة الرياضية.