إن قتل الشباب المغاربة الذين يحملون جنسية فرنسية وهم في حالة سياحة ، حيث كانوا يمارسون السباحة البحرية على مستوى الحدود البحرية الجزائرية المغربية بمدينة السعيدية ، وقتلهم بدعوى تخطيهم للحدود البحرية دليل على ان الجزائر تعيش حالة حرب مستمرة، وان استعمال السلاح واطلاق النار بدون ضرورة حربية وبدون تكييف وضعية المتواجدين في مياه البحر ومن دون وجود خطر دافع لاطلاق الرصاص الحي، دليل آخر على تهور نظام العسكر الذي تجبر على شباب لا علاقة لهم بما يحمله العسكر الجزائري من عداء سواء تجاه المغرب أو فرنسا. فبدلا من تنبيه الشباب و تقديم المساعدة لهم كمدنيين و الإلتزام بتقديم المساعدة للذين يحملون أعلام دول أجنبية في البحر كما هو منصوص عليه في المادة 98 من اتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار، فإن العسكر الجزائري تغاضى عن الضمير الانساني وعن القانون الدولي، وتغاضي عن كل الاعراف التي تحكم العلاقات الدولية، واضعا حدا لحياة الشباب الذين لا يعرفون شيئا عن الحدود البحرية ولا يميزون بين المياه الدولية والاقليمية والوطنية للجزائر . ودون اعتبار الرياضة البحرية وأبعادها عن الصراعات السياسة وعن الإهانة التي يحس بها العسكر الجزائري، وعن كل ما يؤذي، أو يستفز السلطات الجزائرية. فدخول مياه الدول احتمال وارد ولا يمكن معه ان تتعرض السفينة أو الطاقم أو الركاب لخطر جسيم، بل يجب تقديم المساعدة لأي شخص يوجد في البحر يكون معرضاً لخطر الضياع؛ و إنقاذ الأشخاص المعرضين للخطر، إذا علم بحاجتهم إلى المساعدة، بقدر ما يتوقع منه مثل هذا الإجراء بشكل معقول. وإطلاق النار على الشباب المدنيين العزل الذين تخطوا الحدود عمل مرفوض في القانون الدولي والقانون الدولي الانساني والقيام به تطاول على القانون الدولي وانتهاك صارخ للقيم والمبادئ الدولية لحقوق الانسان. فمثل هذا العمل يطرح سؤالا حول دور الأممالمتحدة تجاه الجزائر وتحميلها مسؤولية فعلتها الشنيعة. فالبحر ملك عالمي في حالة السلم والحدود وضعت من أجل تثبيت حدود الدول السيادية التي تحترم زمن الحرب والتصرف وفقها في حالة السلم بكل تعقل و رزانة مع كل المخالفات التي لا تهدد امن الدول. فهل الشباب الذين تم قتلهم بدم بارد شكلوا تهديدا لأمن الحزائر ؟ و مهما كانت جنسية وهوية الشباب لا يمكن وضع حد لحياتهم رميا بالرصاص لان الشعوب ترتبط بما هو انساني وما هو تجاري وسياحي وثقافي أكثر من الصراعات السياسية والعسكرية . وسواء كنت جنسية الشباب فرنسية أو غير فرنسية، لا يمكن السماح بقتل شباب عزل ويمارسون رياضة سلام و هم في حالة عطلة واستجمام ، أما لكون الشباب مغاربة فهذا دليل إضافي على حقارة العسكر الجزائري و تعفن عقلية الطغمة العسكرية . التي لا تستطيع أن تتجبر على روسيا ولا على أمريكا ... و تكتفي فقط بإهانة البلد الجار الذي تجد فيه متنفسا لأزمتها و لعقدها ونقائصها... والتغني بالقومية العربية الكاذبة لتبرير الفشل وتصدير الأزمة وإسكات أصوات الشعب الجزائري الذي يعامل أبناءه خارج الجزائر بنقيض ما يعامل به العسكر الجزائري غيرهم. وعندما تصبح السياسة معول هدم فان الديكتاتورية لغة القتل والتهديد تكون مبرراتها، فالطريق الذي تبحث عنه الجزائر مقفل ولا يمكن الاستمرار بنفس النهج للحفاظ على مكانة الجزائر بين الدول ، ذلك أن الافتقار للشروط الاساسية المطلوبة لاثبات المكانة بين الدول لا تعوضها الآليات العسكرية والممارسات المستفزة والجرائم المختلفة ... بل تزيد من العزلة وجر البلاد للهاوية .