كان الشيخ المرحوم رجلا عفيفا بامتياز، لا يطمع فيما في أيدي الناس لمصلحته، إذا سخر أحدا في حاجته أدى ثمنها وزاد وألح سدا لباب الطمع ودرسا بليغا في العفة لمن يتعامل معه، وهذا من أعظم ما يتصف به المؤمن خصوصا الدعاة، لأن فتح باب الطمع في المخلوق يتسبب في هدم كثير من الأعمال الصالحة، ويجعل المحسنين يجمون عن الإحسان، ويضعون علامة استفهام كبيرة على الذين يشتغلون في هذا الميدان، ذلك أن عدسة كاميرا الناس مسلطة على الدعاة، فإذا ما لاحظوا خللا في تصرفاتهم سقطوا من أعينهم بسرعة، وهذا مع الأسف لا يخدم مجال الإحسان، بل يسد باب الثقة ويعرقل مشاريع الخير. نقلا عن كتاب: "وارفات الظلال فيما فاضت به القرائح من محاسن الشيخ العياشي أفيلال" سيرة ومسيرة حياة رجل بأمة للمؤلف الدكتور عبد الكريم القلالي