لما كانت أوجه الخير متعددة ما رضي الشيخ لنفسه أن يشغله باب عن باب، بل كان مسارعا للخيرات في كل الأبواب، وحيثما رأى النفع للغير وبابا من أبواب الإحسان حرص أن يكون له سهم في ذلك، فكم من فقير أعانه، وكم من طالب علم يسر طريقه، وكم من مريض تكفل بعلاجه، وكم من يتيم خفف عنه آلام وحاجات يتمه، فكم من عملية جراحية عصية تكفل بها نفقة ودواء، وكم من آلات طبية سعى في جلبها لمساعدة المرضى وقد كانت رياسته ل"جمعية الرحمة لمساعدة المرضى المعوزين" تتويجا لمسار حافل بالعناية بالمرضى المعوزين، يشتري الدواء ويجمع المال من المحسنين لإجراء العمليات التي لا يقدر عليها العصبة من الرجال، لا يريد من الناس جزاء ولا شكورا مبتغيا من ربه نيل الحسنى والرضوان، لا يجد حرجا في قرع أبواب أهل الإحسان، هاتفه لا يكاد يخلو كل يوم من اتصالات مع الأطباء لمساعدة مريض، أو مع غني للمساهمة في علاج، حتى صار محجا ومقصدا لراغبي فعل الخيرات من ذوي البر والإحسان، من رام منه وقف بيت أو التصدق بمال قصده ولجأ إليه، لما علم عنه من السعي في أبواب الخيرات وكثرة قاصديه من شتى المدن والأرياف، فكان للآمال محط رحال، وللمقاصد كعبة إقبال، من يمم وجهه شطره آواه وأعانه بما استطاع، لا يقهر يتيما، ولا ينهر سائلا. نقلا عن كتاب: "وارفات الظلال فيما فاضت به القرائح من محاسن الشيخ العياشي أفيلال" سيرة ومسيرة حياة رجل بأمة