تزامنا مع الاحتفاء باليوم الوطني للسلامة الطرقية (المصادف ل 18 فبراير كل عام)، طالت إجراءات رقمية جديدة، معتمدة على الذكاء الاصطناعي وتقنيات أخرى، منظومة إجراء الامتحان التطبيقي لنيل رخصة السياقة بالمغرب، وفق ما كشفته الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (NARSA) اليوم الخميس (16 فبراير 2023) بمركز تسجيل السيارات بالرباط. وجرى، في هذا الصدد، تقديم نموذج "سيارة ذكية" (smart drive test) ستستخدم في هذا النوع من اختبارات السياقة على الصعيد الوطني، بحضور ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، وأمام مرأى مهنيين عن جمعيات ومدارس تعليم السياقة من مختلف أقاليم المملكة. بناصر بولعجول، المدير العام للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، قدّم للإعلاميين وكذا المهنيين الحاضرين تفاصيل تقنية تخص كيفية عمل النظام الرقمي الذي زُوّدت به السيارات الجديدة، في أفق تعميمها على كافة مراكز ومدارس تعليم السياقة بالمغرب، وفق إفادته لمصدر صحفي. "هو ابتكار مغربي أعِدَّ تصوره وصيغَ وأُنجِزَ بعقول وأيادي مهندسين وكفاءات تقنية مغربية"، يسجل بولعجول، مضيفاً أنه "ثمرة تعاون في مجال البحث العلمي بين الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير، وسيدخل قريبا حيز العمل في المنظومة الجديدة لامتحان نيل رخصة السياقة". وأكد المسؤول الأول في "نارسا" أنه "مجهود يدخل ضمن نظرة شمولية إصلاحية لمجال السلامة الطرقية بالمغرب"، كاشفا أن هدفه "الرفع من شفافية ومصداقية الامتحان التطبيقي لنيل رخصة السياقة، إذ سيتيح تقليل نِسَبة التدخل البشري في تحديد النتيجة النهائية للامتحان التطبيقي الذي يتيح الحصول على رخصة سياقة". وخلص بولعجول في حديثه لذات المصدر: "بفضل هذا النظام الرقمي الجديد ستمكننا مراقبة مدى ضبط المترشحين مختلف السلوكيات الصحيحة والشروط العلمية والموضوعية"، لافتا إلى "أهمية جعل نتيجة الامتحان التطبيقي سريعة وآنية وتلقائية ومضبوطة علمياً". فضلا عن هدفها الأساسي المتمثل في "الرفع من شفافية ومصداقية الامتحان"، وفق مدير "نارسا"، تتوخى رقمنة إجراءات اجتياز الامتحان التطبيقي لنيل رخص السياقة "تقليل تدخل العامل البشري المسؤول عن عدد كبير من حوادث السير بطرقات المغرب". ابتكار مغربي من جهته، لم يُخفِ رفيق علمي، مدير مركز التميز للابتكار الرقمي بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) ببنجرير، سعادته بتقديم السيارة الذكية، التي اعتبرها "ابتكارا وإنجازاً مغربيا يشرّف بلادنا، قادرا على المساعدة في تحديث المنظومة الخاصة بالامتحان التطبيقي لنيل رخصة السياقة". علمي، الذي استعرض الخصائص التقنية ومميزاتها أمام عدسات وسائل الإعلام، أكد أنها "سيارة قادرة على توفير العديد من العناصر المهمة الضامنة للشفافية والسرعة والمساواة بين جميع مراكز تعليم السياقة والامتحان أينما وُجدت في مختلف التراب الوطني"، مشددا على أن "موضوعية الامتحان وعملية تقييم السائق تتِمّان من خلال آليات الذكاء الاصطناعي، والأنظمة المعلوماتية المدْمَجة، وتقنيات الاستشعار عن بُعد، فضلا عن نظام تحديد المواقع (GPS)". ولفت مدير مركز الابتكار الرقمي بجامعة بنجرير إلى أنها "مبادرة رائدة تشهد تجارب التعميم النهائي وتتيح، أيضا، الرفع من شمولية واكتمال الامتحان، بما يخدم أهداف السلامة الطرقية بالمغرب". إشادة مهنيّي تعليم السياقة بدورهم، أشاد مهنيو تعليم السياقة الحاضرون للقاء تقديم المنظومة المرقمنة الجديدة للامتحان التطبيقي لرخصة السياقة بهذه الخطوة الرسمية. وأكد عبد الرحيم المسعودي، رئيس جمعية مدربي تعليم السياقة بسلا، في تصريح لجريدة هسبريس، أن حضور فئات المهنيين يهدف إلى "اكتشاف عن كثب لمزايا السيارة الذكية لاختبار السياقة قصد استخدامها مستقبلا في مساعدتهم على تقييم مُرشحي امتحانات السياقة"، مُثمّناً "جهود الكفاءات المغربية التي تقف خلف هذه الابتكارات".