بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الأوامر المسجلة من حضرة سلطان الغرب للبشطور( بمعنى القنصل) الأمر الأول: إن لنجليز لما علموا بأنكم عزمتم على محاربتهم بعثوا الينا يريدون أن يوجهوا لناستة من السفن او ثمانية يترددون بين جبل طارق ومراسينا في حمل السلع، والقوت، وغيرذلك ويكونون تحت سنجقنا (علمنا) وذلك منهم حيلة ومكيدة فأطلعنا على دسايسهم لان مرادهم أنكم إذا جعلتم الجيرة (يعني الحرب = الكرة) معهم وحاصرتم جبل طارق كما فعلتم تبقى تلك المراكب تدخل إلى جبل طارق تحت سنجقنا فأنتم لا تتكلمون معهم مراعات لنا وهم يجلبون إليهم جميع ما يحتاجون إليه، فلما فهمت مرادهم قلت لهم لاحاجة لنا بمراكبكم ولا نفعل شيئا من هذا الأمر. والآن فأنتم أولى بأن تبعثوا لنا ثلاثة من المراكب أو أربعة يحمل كل مركب خمسة عشر ماية قنطار أو نحوها ويكونون في غاية التوثق أردناهم أن يحملوا القوت من بعض بلادنا التي فيها الزرع كثيرا إلى البلاد التي فيها الزرع قليلا وتبعثوا لنا في كل مركب الريس والبلوط واليكتجي ومسطارس ونحن نجعل فيه البحرية ويحملون القوت كما ذكرنا والكراء الذي يستحقونه نعطيهم إياه سرا وفي الظاهر أنكم أعطيتم المراكب من غير كراء كما تقتضيه محبتكم فينا (هذا نوع من التحايل السياسي. بين الدول في تلك الفترة، وكان المغرب يخاف ألا يضيع علاقاته مع انجلترا بسبب هذه الاتفاقية مع الاسبان). الجواب عليها من طرف سلطان اسبانيا : السلطان كارلوس. يبعث لسلطان الغرب السفن المذكورة كما ذكر وطلب، إلا أن تكون بحرية السفن كلهم اصبانيول ليلا يقع تزاع بينهم وبين المسلمين. الأمر الثاني: إن تجار المسلمين أهل تطوان كانوا قبل اليوم يبيعون ويشترون في جبل طارق بقصد التجارة و يحملون إليه الجلد والى برصلونة، ويربحون فيه ربحا كثيرا، واليوم حيث بطلت تجارتهم من جبل طارق طلبوا منا ان يتاجروا في برصلونة، ويتوجهون إليها حتى يتلاقوا مع من يشتركون معه ويرتبون تجارتهم وبعد ذلك يتكاتبون مع أصحابهم المذكورين في السلع التي يبعثوها إليهم وشركاتهم كذلك يبعثون إليهم ما يكتبون لهم عليه والمراكب المذكورة أعلاه حين تفرغ وسقها من القوت تتردد بين تجار تطوان وشركاهم ببرصلونة يحملون إليهم الجلد وغيره مما يخرج في برصلونة ويحملون منها الحرير وما أشبهه وكل من يتجر من تجاركم مع تجار بلدنا إلى بلادكم إلا من له عقل ومروة لا يرضى المسائل التي تنقصه عندنا ولا يوافق عليها وفي هذا الأمر صلاح لرعية الجانبين (هذا ما يوضح أن التجارة بتطوان في هذه الفترة كانت رائجة مع الاسبانيين ، ولذلك ذكرت في الإتفاقية). الجواب الاسباني عن هذا الأمر : إن المراكب المذكورة تمر إلى برصلونة متى شاءت بحيث إنهم يعطون المال المعين للتجارة . وهذا العمل يعمله سلطان اسبانيا في بلده وسائر مملكته. الأمر الثالث: تجار أهل فاس أكثر سفرا لناحية المشرق، وانهم يحملون معهم الفضة ويتوقفون على صرفها ذهبا ليشتروا به السلع، وربما يخسرون في صرف الفضة ويختارون الذهب لخفة حمله في السفر، ولذلك طلبوا منا أن يأتي منهم إثنان إلى قالص مرة في السنة بقصد صرف الذهب بالصرف المعلوم في الوقت، ويشترون أيضا الأقشينية بقيمتها المعلومة لأنهم يتوقفون عليها بفاس كثيرا والذي يبيع لهذه الاقشينية (دودة الحرير) إن أراد أن يقبض في قيمتها الريالية يدفعون له ريال اصبانية، وإن أراد الجلد او الشمع يعلمهم ويأتون له به. الجواب الاسباني عن هذا الامر: الجواب عن الأمر الثالث أن يأتي تجار بلاد سلطان الغرب إلى قالص بقصد شراء الأقشينية وغيرها من السلع بالثمن المعتاد ويصرفون من الذهب ما أرادوا اذا تيسر لهم وجوده، لأنه اليوم قليل، ومع ذلك يقدمون ويصرفون منه ا أرادوا أو حيث يريدون إخراجه على العادة، وكذا جميع السلع يشترون منها ما شاؤوا ويعطون في خراجها ما هو معلوم عن تجار الفرانصيص وغيرهم . وتجاركم عندنا مميزون عن غيرهم وإنهم يتاجرون في هذه الثلاثة المراسيي يكونوا مؤيدين ومقبولين. الأمر الرابع : وصلنا كتابك وعرفنا ما فيه وأعجبنا والكاتب الذي كتبه ما أدري أمسلم هو أو نصراني، فان كان مسلما كان ينبغي له أن يبتدئ بالحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وان كان نصرانيا كان ينبغي له أن يبتدئ بالحمد لله والصلاة على سيدنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته والكاتب لم يفعل شيئا من ذلك فأشكل علينا أمره. الجواب الإسباني عن هذا الأمر: الجواب عن الأمر الرابع : إن الترجمان رجل نصراني وعادتهم أنهم لا يفتحون كتبهم بالحمد الله إلا في صلاتهم. الكتاب: سفراء تطوان على عهد الدولة العلوية للمؤلف: محمد الحبيب الخراز (بريس تطوان) يتبع...