استغرب عدد من الحقوقيين صمت وزارة الصحة بعد مأساة الطفلة سلمى الياسيني، "ضحية عملية جراحية" بالمستشفى الإقليمي لمدينة المضيق، والتي لا تزال في حالة غيبوبة منذ 17 يوما متواصلة. وتحولت العملية استئصال اللوزتين التي خضعت لها الطفلة سلمى (8 سوات)، يوم الأربعاء 21 دجنبر الماضي، إلى مأساة وصدمة كبيرة لدى الرأي العام المحلي، بعدما فقدت الطفلة مختلف وظائف الدماغ، فيما وصل الملف إلى البرلمان، بينما يطالب والدها بفتح تحقيق. وفي هذا الصدد قال عادل لتشيكيطو، رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن المسؤولين على المستوى المحلي بمنطقة المضيق، أو على المستوى المركزي، التزموا الصمت في هذا الملف، مضيفا أنهم عاجزون عن تقديم أي مساعدة. وأشار تشيكيطو خلال ندوة صحفية بالرباط، اليوم الجمعة، بحضور والدي الطفلة سلمى، إلى أن الوضع الصحي للضحية والطريقة التي تم التعامل بها معها، يعكس "تقاعس المسؤولين وغياب الإرادة الجادة لإنقاذ الطفلة"، وفق تعبيره. وفي السياق ذاته، اعتبر حقوقيون في الندوة، أن وزارة الصحة حتى الآن لم تقم بإرسال أي لجنة لعين المكان للكشف عن تفاصيل الواقعة، خاصة وأنها أصبحت قضية رأي عام، مضيفين أن الملف "يشوبه غموض كبير ويحتاج توضيحا وشفافية". وخلال نفس الندوة، طالب سعيد الياسيني، والد الطفلة سلمى الياسيني، وزير الصحة خالد أي الطالب بالتدخل العاجل لإنقاذ ابنته والكشف عن تفاصيل الواقعة، حتى وإن تطلب الأمر إجراء تشريح طبي. وناشد سعيد الياسيني الملك محمد السادس، التدخل العاجل لإنقاذ الطفلة سلمى من الموت، طالبا من المغاربة مؤازرة الضحية وأسرتها في محنتها، على غرار واقعة الطفل ريان أورام. وفي سرده لتفاصيل الحادث، قال الأب في الندوة الصحفية التي نظمتها العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن ابنته كانت بكامل قواها العقلية والجسدية، وفي هدوء تام قبل إدخالها غرفة العمليات. وأضاف أنه بعد الحادثة، قام باستصدار تقرير من مدير المستشفى الإقليمي بالمضيق، وآخر من مدير مستشفى سانية الرمل بتطوان، ليتقدم بشكاية لدى نائب وكيل الملك بتطوان، غير أنه تم رفض الشكاية بدعوى أن القضية لا ترقى إلى مستوى الجريمة. وخلص التقرير الطبي الأول الصادر من مشفى المضيق، إلى أن قلب الفتاة توقف عن العمل لثلاث دقائق قبل إجراء العملية الجراحية، أما التقرير الثاني من مشفى تطوان فأوضح أن الفتاة دخلت مستشفى سانية الرمل بعدما توقف دماغها وجسدها عن الحركة. وبدأت الواقعة يوم الأربعاء 21 دجنبر الماضي، حينما دخلت الطفلة" سلمى الياسيني "لغرفة العمليات بالمستشفى الإقليمي للمضيق، من أجل استئصال اللوزتين، غير أن الطاقم الطبي احتفظ بالطفلة لأزيد من 3 ساعات داخل غرفة العمليات بسبب عدم استفاقتها من التخدير. وعقب ذلك، قرر الطاقم الطبي نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي" سانية الرمل "بتطوان في حالة غيبوبة، ليكتشف الأطباء تعرضها لشلل حركي وفقدان القدرة على السمع والنطق، وهو الوضع الذي استمر منذ ذاك التاريخ وإلى حدود كتابة هذه الأسطر. الملف يصل البرلمان ووجه البرلماني عن دائرة المضيقالفنيدق، محمد العربي المرابط، سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، للمطالبة بفتح تحقيق حول ما تعرضت له الطفلة سلمى داخل مستشفى محمد السادس بالمضيق، مشيرا إلى أن أسرتها تعيش كابوسا حقيقيا. وقال عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، إن عملية استئصال اللوزتين تحولت إلى كارثة صحية، فقدت على إثرها الطفلة المعنية حاستي البصر والسمع وأصيبت بشلل في الحركة، مطالبا بفتح تحقيق في هذه النازلة التي قلبت حياة الطفلة وأسرتها رأسا على عقب، وذلك لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات. من جانبه، وجه البرلماني عن الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، عبد النور الحسناوي، سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة في نفس الموضوع،، مسائلا الوزير عن الإجراءات العاجلة التي ستتخذها وزارته لإنقاد الطفلة سلمى اليسيني. واعتبر أن "الوضعية الكارثية لمستشفى محمد السادس بالمضيق، فضلا عن اللامبالاة التي يتعامل بها مسؤولو المستشفى، ساهما في كارثة صحية غير مسبوقة، بعدما فقدت الطفلة سلمى اليسيني لِحاستي البصر والسمع فضلا عن إصابتها بشلل في الحركة". وقال الحسناوي في سؤاله، إنه "في ظل هذا الاستهتار الذي أصبح يميز خدمات هذا المستشفى، من المتوقع أن تسجل حالات مماثلة"، مشددا على أن هذا الأمر يتطلب إيفاء لجنة خاصة لمعاينة الوضع وتحديد المسؤوليات مع ترتيب الجزاءات. والإثنين المنصرم، نظم نشطاء حقوقيون من العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، وقفة أمام المستشفى الإقليمي محمد السادس بمدينة المضيق، تنديدا بما تعرضت له الطفلة سلمى الياسيني، معتبرين أن ما وقع "مهزلة وفصيحة طبية".