اسم قطعة من حومة الربض الأسفل على هيئة منحدر ينزل من "الطرافين" و"الغرسة الكبيرة" في اتجاه "المصدع". وكانت الساقية الفوقية خارج السور الأصلي للبلد، فلما توسعت المدينة وتجدد سورها صارت داخله. ويقول داود إنه ربما كانت بها ساقية ماء خارجة عن السور القديم، ثم زالت الساقية المذكورة وبقي اسمها علماً على هذه الحارة بما فيها من دروب" دروب. وقد وقفنا في خزانته – رحمه الله – على رسم مؤرخ بعام 1283 ه/ 1867م يشرح مجرى هذه الساقية وفيه: "الحمد لله وحده. تلقى شهيداه من العارفين بما يذكر ويفسر، وإليهم المرجع في علم ذلك بتطوان وهم المعلم أحمد هيدور والمعلم عبد القادر البطوري القودسيان حرفة، والمعلم عبد الكريم زكري البناء حرفة، والمعلم عبد الكريم الدهري النجار حرفة شهادتهم بوقوفهم عن إذن من يجب أسعده الله على عين ماء ساقية الفوقانية الجايز من الطرافين، الذي كان تحول فيما سلف من محله الأصلي إلى وسط حائط الحوانيت الجدد الموالي للجرنة القديمة، فنظروه نظرا تاما واختبروه اختبارا شافيا عاما، فألفوه انتقل من جوف الحائط المذكور إلى محله الأصلي المحمول عنه، وعاد بأتقن صنعة أحسن مما كان عليه قديما. وسئل منهم: هل بقي ضرر منه على الحائط الموالي للجرنة أم لا؟ أجابوا بدليل المعرفة وبرهان الاجتهاد: إنه لم يبق ضرر فيه على الحائط المذكور لبعده عنه وجوازه بالمحجة. قالوا ذلك وتقلدوه تلقيا تاما في ثالث وعشري شعبان الأبرك في عام ثلاثة وثمانين ومائتين وألف. عبد ربه محمد العربي مرتيل وفقه الله. وعبد الواحد الفاسي لطف الله به". فأنت ترى من خلال هذه الوثيقة الفريدة أن ماء الساقية الفوقية كان يمر على ناحية الطرافين والجرنة القديمة (راجع حرف الجيم، وقد كانت هذه الجرنة حيث الآن القصر الملكي)، وأن مساره حول من طرف الإسبان عند احتلال المدينة عام 1276 ه / 1860م. وحسب ما يفهم من رسم في حوالة جامع الساقية الفوقية فإن ماءها هذا كان يأتي من الحدادين على زاوية أولاد البقال خارج باب الرواح ثم منها إلى الطرافين منتهيا إلى الساقية الفوقية 158. والله أعلم. العنوان: معجم الأماكن التاريخية في تطوان للمؤلف: بلال الداهية منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...