بضم الجيم التي تنطق كافا معقودة على هيئة الجيم المصري: لفظ أعجمي الأصل يطلق على المجزرة العمومية حيث محل ذبح المواشي، وأقدم جرنة في تطوان كانت في موضع مسجد الولي الصالح علي بن مسعود الجعيدي في حومة العيون قرب الوطية ثم صارت الجرنة الثانية في موضع الفدان الحالي حيث كان بالضبط مقر الإقامة العامة الإسبانية في تطوان أنشأها فيه الحاج محمد بن علي لوقش الأموي الأندلسي وهو عم القائد المشهور أبي حفص عمر لوقش، وكان الموضع كله يسمى حينها ب"الصفاح"، وراجع إن شئت حرف الصاد. وكان هذا البناء عام 1104 ه1693م وقد حبسها لوقش المذكور على الفقراء والمساكين، فيشترى بخراجها خبز ويفرق عليهم يوم الخميس. وفي بعض الرسوم القديمة يرد لفظ "جرنة أهل الذمة" في الموضع ذاته تقريبا بجوار الفدان وباب الرواح وكانت مذبحا لليهود. ثم نقلت الجرنة إلى موضعها الثالث في باب التوت وبقيت هناك مدة ثم نقلت إلى الموضع الرابع في حومة المرة خارج باب النوادر، وهو الموضع الذي لازمه اسم الجرنة إلى يومنا هذا، وحينما أقيم فيه سوق من أكبر أسواق المدينة صارت العامة تسميه "سوق الجرنة" إلى الآن. وأما الجرنة نفسها فنقلت إلى طريق طنجة أولا، ثم أحدثت جرنة أخرى مؤقتة قرب "مجاز الحمارة" في وطاء كويلمة، وفي السنة الأخيرة (1440 ه / 2019م) اكتمل بناء الكرنة الجديدة في آخر تطوان في طريق الذاهب إلى مدشر دار ابن قريش. وفي بني معدان من بني حزمر جنوب شرق تطوان مدشر "الجرنة"، والله أعلم. العنوان: معجم الأماكن التاريخية في تطوان للمؤلف: بلال الداهية منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...