هو أشهر أبواب مدينة تطوان على الإطلاق، وكان قديما مخرج الذاهبين إلى البحر وإلى فدادين وجنانات المحنش وناحية كيتان، وهو اليوم يتوسط العمارة في تطوان، ولا يدخل جل أهل المحنش وسانية الرمل والطوابل وكافة الأحياء الجديدة في الجهة الشرقية من تطوان والقادمون من جهة البحر إلى المدينة القديمة إلا منه، ومن هنا وجه شهرته اكثر من سائر الأبواب، وقد صار الاسم منذ عهد الحماية الإسبانية علما على "حومة" كاملة في تطوان خارجه تشمل ما بين الباب وبين حومتي "أكرار" و "زيانة" لكثرة البناء بينهما. والأرجح أن باب العقلة سمي باسمه هذا لوجود "عقلة" أي "مربط" للدواب خارجه كان أهل تلك الناحية يربطون بها دوابهم. ولهذا فإن الناحية الواقعة خارجه التي امتد غليها البناء كانت قطعا تسمى "العقلة" قبل اكتساح البناء لها، فقد ورد هذا الاسم مفردا بغير "باب" في رسم تصفية مبلغ مائة وأربعين ريالا إسبانيا بين أفراد من عائلة داود، منهم الحاج أحمد والد مؤرخ هذه المدينة، وهو التعويض الذي منحته لهم الحكومة، بعد أن نزعت ملكيتهم لأرض ب "العقلة" لأجل مرور سكة الحديد المفضية إلى سبتة بتاريخ صفر 1337 ه/ 1919م، ثم نجد ذات الاسم يرد مفردا بعد سنة واحدة تسليم غلة غرسة كانت مخصصة للخضر بذات الموضع للحاج احمد داود المذكور من طرف السيدة رقية العمارتي بعد أن مات زوجها الذي كان قائما للأرض المذكورة وهو عبد القادر من عبيد الخليفة السلطاني في تطوان. بل إن الموضع كان معروفا باسم العقلة في القرن الثاني عشر إذ ورد ذكره في رسم كتب عام 1173ه/ 1760م ذكرت فيه غرسة لبعض أولاد الشاط. وعليه لا يلفت لما قيل من خرافات في نسبة هذا الباب إلى "العقلاء" أو إلى الحكيمة "عقلة" أو إلى المعلم الذي بناه، أما السيد جولي فيعتقد في بحثه أن اسم العقلة يعني "الآبار" وأن الموضع خارجه كان مليئا بها. والله أعلم. العنوان: معجم الأماكن التاريخية في تطوان للمؤلف: بلال الداهية منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...